ذات صلة

جمع

قبل عيد الشكر.. ضغوط على تل أبيب لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله

توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار...

إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط لإنهاء الصراع.. والإعلان خلال ساعات

رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في لبنان،...

روسيا تجند مرتزقة يمنيين بمساعدة الحوثيين للقتال في أوكرانيا.. ما التفاصيل؟

جندت القوات المسلحة الروسية مئات الرجال اليمنيين للقتال في...

هل ينذر دور قطر في أفغانستان باستيلاء حماس على الضفة الغربية؟

في ظل العلاقات المتقاربة بين قطر وحركة طالبان الإرهابية والمحاولات المضنية لمنحها الشرعية الدولية على أفغانستان، أثار ذلك الجدل والقلق بشأن دعم الدوحة للحركات الإرهابية بالعالم، وعلى رأسهم حماس بفلسطين.

وتحت عنوان: “هل ينذر دور قطر في أفغانستان باستيلاء حماس على الضفة الغربية؟”، نشرت صحيفة “ذا جورزاليم بوست” الإسرائيلية، تحليلا مفصلا بهذا الشأن، حيث أكدت أن قطر لعبت بأوراقها بشكل مثالي في أفغانستان، حيث رأت الخدع الطويلة والصورة الكبيرة، حيث استضافت طالبان لسنوات.

وأضافت الصحيفة: أن ظهر يوم الأحد تم نشر شريط فيديو لعرض عسكري في كابول بأفغانستان، حيث ظهرت خطوط من المركبات العسكرية وأعضاء طالبان يرتدون الزي العسكري الحديث مع كل المعدات التكتيكية والبنادق الموحدة لتتماشى معها.

فيما وصفت رويترز الحدث الأخير في كابول، بأن: “أقامت قوات طالبان عرضًا عسكريًا في كابول باستخدام عربات مدرعة أميركية الصنع وطائرات هليكوبتر روسية تم الاستيلاء عليها في عرض أظهر تحولهم المستمر من قوة متمردة إلى جيش دائم نظامي”.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية: (ستكون مخطئًا إذا كنت تعتقد أنك ترى قوة “إرهابية” أو “ميليشيا” هنا، فقد كان جيشًا موحدًا ظهر فجأة من الظل، كيف يكون ذلك ممكناً، بالنظر إلى أن طالبان كانت تقاتل أقوى دولة في العالم بينما تقاتل أيضًا ضد دول غربية أخرى و”الجيش الأفغاني”؟).

وتابعت: إن للسؤال تداعيات لأن قطر لعبت أوراقها بشكل مثالي في أفغانستان، برؤية الخداع الطويل والصورة الكبيرة، ولقد استضافت طالبان لسنوات، في انتظار أن تأتي الولايات المتحدة تدعوها لتمثيل مصالحها.

ولذلك من الممكن أن تقدم قطر يومًا ما، بعد أن استضافت حماس ودعمت حماس لعقود، لواشنطن والغرب نفس الصفقة في الضفة الغربية، والمساعدة في جلب نسخة أكثر حداثة من حماس إلى السلطة، مع استكمال طائرات M-16 والمركبات الأميركية، وفي المقابل، تمثيل المصالح الأميركية في رام الله ويمكن أن تنغمس السلطة الفلسطينية بهدوء في انتزاع السلطة، حيث طرحت الصحيفة تساؤلا: “كيف يمكن أن يحدث هذا؟ أولاً، لذا سنحتاج إلى استكشاف القليل من التاريخ حول كيفية حدوث ذلك في أفغانستان”.

وأشارت إلى أنه لا يمكن فهم المعجزة التي ظهرت بها حركة طالبان فجأة لحكم أفغانستان، مرة أخرى، بعد حوالي 20 عامًا، دون فهم كيف استعانت الولايات المتحدة بمصادر خارجية لسياستها الأفغانية لقطر على مدى السنوات العديدة الماضية.

هذا التحول في الأحداث مثير للاهتمام، حيث قيل إن الولايات المتحدة كانت “تقاتل” طالبان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. ومع ذلك، مثل العديد من جوانب الحرب العالمية على الإرهاب، غالبًا ما تشارك الولايات المتحدة مع الأنظمة التي تدعم الإرهابيين الذين تحاربهم الولايات المتحدة، حيث دعمت واشنطن المتطرفين في أفغانستان في الثمانينيات لمحاربة السوفييت، ثم دعم المتمردين السوريين في عام 2012، وبينما انضم بعض هؤلاء الثوار إلى هيئة تحرير الشام، التي كانت نتاجًا للقاعدة.

ومع ذلك، فإن دور قطر أكثر تعقيدًا، حيث طالما دعمت قطر المتطرفين في جميع أنحاء المنطقة، مثل باكستان، وفضلت طالبان والجماعات الإسلامية اليمينية المتطرفة، كما كانت روابط قطر مع جماعة الإخوان المسلمين وفرعها الفلسطيني، بالإضافة إلى حماس، وكذلك مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، والذي له أيضًا صلات بجماعة الإخوان المسلمين.

كما وضعت قطر نفسها كداعم لمراكز الفكر والإعلام الغربية، مع قناة الجزيرة الخاصة بها التي تبدي آراءها ولا تنتقد قطر أبدًا، وهذه رسائل إعلامية مدعومة من الدولة، وغالبًا ما يُنظر إلى قناة الجزيرة على أنها تقوض الأنظمة التي تعارض جماعة الإخوان المسلمين، لذلك يمكن لقطر أن تكون وسيطًا مع كل هذه الجماعات التي تستضيفها، سواء كانت طالبان أو حماس، أو حتى كمحاور مع إيران التي تربط قطر علاقات ودية معها.

وبعد الظهور القطري بين طالبان، سيُطلب من الحكومة الأفغانية، التي كانت فاسدة وقدمت المليارات من الدعم الأميركي، ستظهر طالبان، ليس كجماعة مسلحة ومتطرفة تقوم بتفجير التماثيل البوذية وذبح الشيعة، كما كانت في التسعينيات، ولكن كطالبان جديدة، تم تجهيزها مثل جيش الناتو بمركبات أميركية.

ومن ثَم أصبح السؤال هو ما إذا كانت قطر قد تكون قادرة على تحقيق ذلك بطُعمٍ والتحول في الضفة الغربية، بعد أن عملت مع حماس لسنوات، بشكل عام، يبدو جهاز السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مشابهًا إلى حد ما للحكومة الأفغانية السابقة، فهو متهم بالفساد والانتهاكات، وشيخوخة القيادة، ومع رجال حاكمين يمكن وصفهم بـ”أمراء الحرب” المسؤولين عن مختلف المجالات حيث تدير مجموعة من الأنظمة السياسية التي لا تعمل بشكل جيد.

ومن الفوضى المتصاعدة في جنين إلى الخليل، فإن السلطة الفلسطينية دائما على حافة الأزمة، مثل الحكومة الأفغانية السابقة، فهي تقدم كميات هائلة من المساعدات الخارجية ولا يبدو أنها تستثمر هذه المساعدة في البنية التحتية، وبدلاً من ذلك، يبدو أن الأموال تذهب إلى أبناء وبنات النخبة ومن ثَم يتم نقلها إلى الخارج على الأرجح إلى حسابات بنكية أجنبية.

ووفقًا لشبكة سي بي إس عام 2003، فإن الزعيم الفلسطيني السابق ياسر عرفات “حوّل ما يقرب من مليار دولار من الأموال العامة”، ولكن اختفت مبالغ طائلة من خزائن رام الله على مر السنين، قد يكون الفلسطينيون فقراء، لكن قادتهم أغنياء، ومن المحتمل أن ينتهي الأمر بالكثير من الأموال الأجنبية التي دفعت إلى رام الله من أوروبا على مر السنين في أوروبا على شكل فيلات.

ولطالما كانت تروج حماس لمزاعمها بعدم الفساد، بالنسبة للسكان المحليين، الذين قد يُطلب منهم يومًا ما اختيار حماس المدعومة من قطر للقيادة القديمة في رام الله، فمن المعقول تمامًا أنهم قد يتراجعون في الطريقة التي انهارت بها أفغانستان، حيث تميل الهياكل السياسية المدعومة من الغرب إلى أن تكون فاسدة وغير قادرة على مقاومة مثل هذه النداءات.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى إمكانية إذا كان السيناريو الأفغاني يمكن أن يحدث في الضفة الغربية، خاصة لوجود العديد من القضايا الأخرى في العمل لأن السلطة الفلسطينية ليست نمرًا من ورق تدعمه قوات الناتو، وقد تم تدريب قواتها الأمنية من قبل الولايات المتحدة ولكنها تعمل إلى حد كبير بمفردها على مدار العقد الماضي.

ومع ذلك، فإن الدور القطري في الظهور فجأة كوسيط قوي في كابول، بعد سنوات من التخطيط واستضافة الاجتماعات، هو دور يمكن أن يحاول الظهور في رام الله بشكل أو بآخر بعد سنوات من لعب دور أكبر في غزة، حيث تمكنت قطر من تجربتها في كابول، من الظهور في هيئة المساند للدول الغربية المنهكة من الحرب من خلال استضافة المتطرفين الذين يريدون تهدئتهم، ثم انقضت عليهم في النهاية للعب دور صانع السلام.

spot_img