ألقت أزمة تراجع السياحة في تركيا بظلالها على الوضع الاقتصادي الآخذ في الانهيار التام، ولاسيما نتيجة مقاطعة السعوديين والعرب للسياحة التركية، جراء تدهور الأوضاع الأمنية هناك؛ ما يشكل خطورة بالغة على أرواح السياح العرب والخليجيين.
أدى تفاقم الوضع الاقتصادي إلى استجداء الشركات السياحية التركية والمطاعم في إسطنبول، للسياح السعوديين، والعرب عموما، حيث تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيديو ترويجيا لمطعم المدينة الشهير في إسطنبول، لأحد الطهاة وهو يقوم بإطعام ضيف خليجي في منزله، ويستجديه في شكل ينم عن الأوضاع المزرية في البلاد.
ووصف مغردون الفيديو الترويجي بأنه عملية تسويق رخيصة للسياحة في تركيا، تعكس تردي الاقتصاد التركي، ويقطع ألسنة عناصر الإخوان الذين يمجدون في الرئيس التركي وقدرته على تجاوز الأوضاع الصعبة ببلاده.
ومنذ عام 2019، تشهد السياحة التركية أزمة كبرى، فمع تزايد حالات القمع، إلى جانب تهديدات المسؤولين الأتراك باعتقال كل من ينتقد الرئيس التركي، أصبح المناخ في أنقرة غير مشجع على إقدام السياح لزيارة تركيا، وهو ما انعكس بشكل كبير على معدلات إقبال السياح خاصة السعوديين على تركيا، ولاسيما في ظل السياسة التحريضية التي يتبعها أردوغان ضد الدول العربية.
فيما أظهرت بيانات هيئة الإحصاءات التركية، أن السياحة الوافدة إلى تركيا خلال النصف الأول 2021، تراجعت بنسبة 68.2% إلى 4.066 مليون سائح، مقارنة مع 12.76 مليون سائح في الفترة المقابلة من 2019.
وخلال النصف الأول 2021، بلغ إجمالي إيرادات السياحة الوافدة إلى تركيا بحسب البيانات الرسمية، نحو 3 مليارات دولار أميركي، مقارنة مع 7.98 مليار دولار في النصف الأول 2019، بينما لم تنشر أرقام النصف الأول 2020.
ولم تنشر هيئة الإحصاء التركية أرقام السياحة الوافدة خلال النصف الأول من العام الماضي، بسبب توقفها كليا مع تفشي جائحة كورونا عالميا، اعتبارا من أبريل 2020، واستئنافها بشكل جزئي بنهاية العام الماضي.
وتعتبر السياحة مصدر دخل رئيسيا لتركيا خاصة من النقد الأجنبي؛ إذ شهدت البلاد تذبذبا في وفرة الدولار منذ 2018 على خلفية أزمة هبوط الليرة، وتفاقمها توقف عجلة السياحة العالمية خلال العام الماضي، وتراجعها خلال العام الجاري.