رغم الخلافات الحادة بين الطرفين، واستهداف القناة القطرية للولايات المتحدة بصورة مستمرة آخرها اليوم، إلا أن الخارجية الأميركية قدمت تهنئة إلى قناة الجزيرة.
نشرت وزارة الخارجية الأميركية، عبر صفحتها بموقع تويتر، الناطقة باللغة العربية، تغريدة، لتهنئة القناة القطرية بمرور 25 عاما على انطلاقها في الدوحة، حيث كتبت: “كل عام والجزيرة بخير. نتمنى لكم دوام النجاح”.
وأثارت تلك التغريدة موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء الخليجيين الذين أبدوا إعجابهم من تقديم جهة سياسية التهنئة لقناة إعلامية داعمة للإرهاب والفتن.
بينما أكد آخرون أن ذلك دليل قاطع على العلاقة بين الجزيرة وأميركا ودور الولايات المتحدة في نشأة القناة ودعمها لتكون إحدى أدواتها بالشرق الأوسط كدولة قطر التي تسيطر عليها بصورة كبيرة، وأن تلك التغريدات هي للتذكير بالتخادم والارتباط السري بين وزارة الخارجية الأميركية وقناة الجزيرة في تنفيذ مشروع ما يسمى بالربيع العربي.
كما أعاد النشطاء تداول رسالة سرية من بريد إلكتروني لقناة الجزيرة، تتضمن شكرا لأوباما على موقفه الداعم للمظاهرات في مصر خلال أحداث ٢٠١١، وتطالبه بالاستمرار في هذا الاتجاه خلال هذه الأيام الحرجة.
هذه العلاقة المثيرة للجدل، ظهرت بقوة في نوفمبر الماضي، بعد قرارا رفع السرية عن رسائل هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، ليكشف ارتباطها الوثيق بقناة الجزيرة القطرية الناطقة بالإنجليزية، عبر رسائل مع توني بورمان، المدير العام لقناة الجزيرة الإنجليزية.
وجاء في الرسائل أن هيلاري كلينتون علقت على الملاحظة المتعلقة بالمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية جوردون دوجويد، الذي أجرت معه القناة القطرية، مقابلة في المطار، وتم بثها عبر العديد من نشرات الأخبار خلال المساء، بكونها كانت “محبطة” من الإشارات إلى المنطقة الخضراء في بغداد، والجنود وحمل السلاح، مشيرة إلى أنها وجدت التقرير غير مرضٍ بالنسبة لها.
وجاء رد توني، مدير عام القناة القطرية، ليوضح خضوع إدارة القناة لرغبات وزيرة الخارجية الأميركية حينها، هيلاري كلينتون، قائلا: “تأكدي من عدم حدوث هذا النوع من الأشياء مرة أخرى، أنا متعاطف جدا مع بيئة الضغط التي يتعامل معها الجميع التعامل مع هايتي في الوقت الحالي، لكنني اعتقدت أن مراجع فريقنا في هذه الحالة بالذات كانت غير مبررة ولا مبرر له”.
وقال توني: “كان ذلك مؤسفا، خاصة منذ لاحظت أن الجيش الأميركي قدم ردا على مراسل صحيفة نيويورك تايمز أنا سعيد أنه في النهاية، وربما بسبب تدخلك، أصبحوا متاحين لنا، أنا لا أقترح أن هذا يبرر العيوب في مقالتنا، لكنها لم تساعد، أعترف بانفتاح الآن وزارة الخارجية والبنتاجون في واشنطن للانخراط مع الجزيرة في مثل هذه القصص، لكنني لا أعتقد ذلك دائما ما يكون واضحا في الميدان من قبل ممثلي الجيش الأميركي (وغيرهم من المسؤولين الأميركيين)، إنني أتطلع إلى فعل ما بوسعي لتحسين هذا الوضع”.