بعد أيام قليلة من تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي المثيرة للجدل، اتخذت المملكة العربية السعودية قرارا صارما تجاه بيروت، منذ قليل.
أعلنت السعودية، استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور، ومغادرة سفير لبنان لدى المملكة خلال الـ48 ساعة القادمة.
وكشفت مصادر أن تلك الخطوة السعودية تأتي إثر اتجاه لبنان المغاير للمنطقة العربية، وتبعية المسؤولين للأطراف المعادية للشرق الأوسط ويهدفون لترسيخ الإرهاب والفوضى والأزمات.
وأضافت المصادر: أن السعودية أيضا اتخذت ذلك القرار بسبب استيائها من أن القيادة السياسية اللبنانية بأكملها تتخذ اتجاها معاديا للمصالح العربية، ما جعلها تصبح مجرد بيدق سهل وضعيف في أيادي نظام الملالي وإيران.
وقالت الخارجية السعودية عبر حسابها الرسمي بموقع “تويتر”، إن وزارة الخارجية تستدعي سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة وتسلمه مذكرة احتجاج رسمية بعد التصريحات المسيئة الصادرة من وزير الإعلام اللبناني حيال جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن”.
وأضافت الخارجية السعودية، في البيان، “تعرب وزارة الخارجية عن أسفها لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن، والتي تعد تحيزا واضحا لميليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة”.
وشددت على أن “تصريحات قرداحي تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين”، مضيفة: “ونظرا لما قد يترتب على تلك التصريحات المسيئة من تبعات على العلاقات بين البلدين، فقد استدعت وزارة الخارجية سعادة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص”.
وجاء ذلك إلحاقاً للبيان الصادر من وزارة الخارجية في 27 أكتوبر 2021، بشأن التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، وحيث تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها، فضلاً عما تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها، وفق وكالة الأنباء السعودية “واس”.
ويأتي ذلك بعد قرار وزارة الخارجية الكويتية، اليوم، استدعاء القائم بالأعمال اللبناني للاحتجاج على تصريحات قرداحي.
وسبق أن أبدى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، رفضه التام جملة وتفصيلا لتصريحات وزير الإعلام اللبناني، مؤكدا أن تصريح الوزير اللبناني يعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن.
وأثار جورج قرداحي الجدل بتصريحات حول حرب اليمن، حيث زعم أن “السعودية والإمارات تعتديان على الشعب اليمني”، وأن الحوثيين يمارسون “الدفاع عن النفس”، وهي تصريحات كشفت ميوله تجاه إيران وأنها رد جميل وحسن الطاعة لطهران مقابل تمكينه من الوزراة، بما يضمن سيطرة إيران وأدواتها في لبنان.
وقال أيضا قرداحي في تصريحات مسجلة لبرنامج “برلمان شعب” الذي يبث على قناة “الجزيرة” القطرية، حيث يلقى دعما كبيرا من الدوحة، إن “الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.
كما ادعى أن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”، زاعما: “فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات”.
وأثارت تلك المزاعم والاتهامات الباطلة، غضب السعوديين والإماراتيين، ليعيدوا نشر فيديو سابق لقرداحي وهو يشيد بالسعودية، واتهموه بمجاملة “حزب الله” اللبناني وإيران، لوجوده في الحكومة، مطالبين بمقاطعة لبنان عقب تلك التصريحات.