منذ سقوط نظام عمر البشر في السودان في أبريل 2019؛ بعد حكم استمر 30 عاما؛ انهار معه الإخوان، لتكتب الاحتجاجات الشعبية حينها نهايتهم بالبلاد، لكنهم يحاولون بين الحين والآخر، إثارة الأزمات والفوضى بالسودان، عبر عدة أدوات.
محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها السودان الأسبوع الماضي، على يد مجموعة من الضباط التابعين لنظام البشير والإخوان، كانت إحدى تلك الطرق التي نفذتها الجماعة لبث الفوضى بالبلاد، لذلك تعهّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان، اليوم بالعمل على “هيكلة” القوات المسلحة، مضيفا “لن نسمح بأي نشاط حزبي في القوات المسلحة”، متعهّدا على وجه الخصوص تطهيرها من الإخوان.
كما أصدرت لجنة تفكيك الإخوان بالسودان، قرارا قضى بإنهاء خدمة 399 إخوانيا من مؤسسات البلاد، بينهم 17 قاضيا.
وفي ظل ذلك، تبين اعتماد الإخوان على عدة أدوات لنشر الفوضى بالسودان أملا في استعادة حكمهم البائد، منها شبكة واسعة من مراكز النفوذ المالي والإعلامي والعسكري بنوها على مدى العقود الثلاثة الماضية.
كما استغل التنظيم القوة المالية له بأكثر من 100 مليار دولار؛ عبر عناصره في كل مفاصل الدولة الاقتصادية والتجارية، لإعادة تشكيل صفوفه وتكوين ميليشيات واسعة، من خلال علاقاته مع العديد من التنظيمات الإرهابية بعدة بلدان.
فيما كشفت السلطات السودانية إحباطها عدة محاولات انقلابية خلال الفترة الماضية؛ متهمة عناصر الإخوان المتواجدين داخل المؤسسات الأمنية بالوقوف وراء تلك المحاولات.
ويطالب أبناء السودان بتفكيك الميليشيات الأمنية التي دشنها التنظيم منذ بداية التسعينيات بالقرن الماضي، وجند لها آلاف الشباب لحمايته من أبرزها قوات الدفاع الشعبي والأمن الشعبي التي خصص لها مليارات الدولارات وزودها بتجهيزات عالية ومنحها صلاحيات كبيرة، ومكنها من إنشاء مؤسسات اقتصادية ضخمة استفاد منها في دعم مالية التنظيم وفي تقوية تلك الميليشيات التي كانت سببا مباشرا في حماية سلطة التنظيم طوال أعوام حكمه الثلاثين وأداة فاعلة لقمع وقتل المعارضين.
كما أطلق التنظيم مراكز قوة داخل الجيش وتمكن من شراء البعض وأدخلوا بعض العناصر للسيطرة على مفاصل محددة، بالإضافة إلى سيطرته على شبكات إعلامية ضخمة تشمل عددا من الصحف والقنوات التلفزيونية وضخ مبالغ ضخمة في شركات ومجموعات تتخصص في بث الشائعات والأخبار المفبركة على وسائط التواصل الاجتماعي من أجل تشويه صورة الفترة الانتقالية والتأثير على الرأي العام.
ومن بين تلك الشبكات الإعلامية، يوجد صحف يومية موالية للتنظيم، وعدد من القنوات التلفزيونية التي تبث من داخل وخارج السودان من بينها قناة “طيبة”، فضلا عن استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لبث الشائعات.