حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فشلا ذريعا في زيارته إلى نيويورك بشأن العلاقات مع إدارة الرئيس جو بايدن، أثناء مشاركته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا الأسبوع.
وجاء ذلك الفشل بلسان أردوغان نفسه، حيث أعلن أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة شهدت تطوُّرات سلبية غير مسبوقة منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم.
وكعادته أرجع أردوغان الفشل لأطراف أخرى لإبعاد الشبهات عن سياساته الخاطئة، حيث اتهم إدارة بايدن بدعم حزب العمال الكردستاني في سوريا، والتنظيمات الإرهابية بشتى أنواع الأسلحة والعربات والمعدات أكثر بكثير مما كان متوقعا في الوقت الذي ينبغي عليها أن تكافح تلك التنظيمات، على حد قوله، مضيفا: “لن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد ذلك”.
كما اعترف بأن مستقبل العلاقات مع واشنطن “غير مأمول”، قائلا؛ “علينا التعبير عن ذلك، لأنني على عكس إدارة بايدن لم أر مثل هذه المواقف مع أي من القادة السابقين في أميركا”.
وقال أردوغان: “ما نتمناه هو أن تسود الصداقة علاقاتنا مع الولايات المتحدة عوضًا عن الخصومة، كوننا حليفين في الناتو”، مؤكدًا أنه لن يتم التراجع عن صفقة صواريخ إس 400 الروسية.
وأكد مراقبون أن نتائج زيارة الرئيس أردوغان إلى نيويورك مهمة لأنها قد تؤثر على مسار “التغيير” الذي بدأه في السياسة الخارجية طلبا لتحسين العلاقات مع واشنطن، وهي نتائج مخيبة لآمال أردوغان الذي سعى بقوة للقاء بايدن أو حتى أخذ صورة معه في أروقة الأمم المتحدة.
وأشاروا إلى أن مسار حديث أردوغان قبل الزيارة تغيَّر تماما بعدها بشأن العلاقات مع أميركا، حيث ارتفع النقد السلبي بقوة بعد العودة، حيث كان يأمل أن يحسن اللقاء مع بايدن وضع الحكومة الاقتصادي أمام الأسواق الدولية، ويوقف نزيف القوة الذي يتعرض له في الداخل.
وأوضحوا أنه بعد ذلك التراجع والفشل مع أميركا، سيكون لقاء أردوغان مع بوتين في سوتشي حاسما؛ لأن الرئيس الروسي يسعى لانتزاع تنازلات مهمة من ضيفه الغاضب من حليفه الأطلسي، بينما ما زال بيد أردوغان أوراق ضغط مهمة في مواجهة روسيا، لكن التفاهمات التركية الروسية قد تؤثر على سياسات أنقرة الحالية في ليبيا وشرق المتوسط.
وهو ما أكدته وكالة “أسوشيتد برس”، حيث أوردت أن الرئيس التركي بات يتطلع إلى “التقارب” مع روسيا بعد إخفاقه في تحقيق “النتيجة المرجوة” من المحادثات الأميركية، إثر تدهور العلاقات مؤخرا.
وتابعت أن روسيا هي الحليف الرئيسي للحكومة السورية، بينما تدعم تركيا جماعات المعارضة المسلحة التي حاربت للإطاحة بحكومة الأسد، ومع ذلك، تعاونت القوات الروسية والتركية في إدلب، المعقل الأخير لقوات المعارضة، في البحث عن حل سياسي في الدولة التي مزقتها الحرب.
جدير بالذكر أنه منذ تولي بايدن الرئاسة الأميركية وتشهد العلاقات مع تركيا توترا بالغا، حيث سبق أن وصف الرئيس الأميركي نظيره التركي بأنه “مستبد”، في أحد الحوارات الصحفية مع “نيويورك تايمز”، حينما كان يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي، وتفاقم الخلاف بسبب ملفَّيْ دعم الولايات المتحدة للأكراد، واعتراض واشنطن على شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية “إس -400”.