استغلال الأحداث وتزييف الحقائق ونشر الفتن وحياكة الفتاوى الفاسدة عبر عباءة الدين الذي شوهه لأطماع الإرهاب، هي مهمة الصادق الغرياني مفتي ليبيا المعزول، والذي بات يتحدث بلسان الإخوان، ليطوع جميع الأمور لصالحهم، بينما يقع في تناقض فج مثير للجدل من جديد.
بين أشهر قليلة، جدد الصادق الغرياني مفتي ليبيا المعزول، تناقضه واستغلاله الدين لتحقيق أطماع الجماعة، حتى إن كان منها إضعاف بلاده ليبيا، وهو ما تبين من خلال فتواه الجديدة التي أكد فيها أن إسقاط البرلمان الليبي هو واجب شرعي، على حد مزاعمه، بسبب إطاحة مجلس النواب بحكومة عبدالحميد الدبيبة، المدعوم من الإخوان وتركيا.
وجدد مفتي الإخوان دعوة التظاهر فى بلاده، ضد قرار البرلمان الليبي بسحب الثقة من الحكومة، بهدف نشر الفتن والخلافات والشغب وعرقلة مسار الاستقرار.
وطالب الصادق الغرياني، اليوم الجمعة، في فتواه الجديدة التي نشرتها دار الإفتاء التي يرأسها بالمخالفة لقرار مجلس النواب، بإسقاط البرلمان الذي عزله في عام 2014، بسبب فتاواه المحرضة ضد ليبيا وشعبها، والمؤيدة للموقف التركي في احتلال أرضه.
وقال الغرياني: إن مجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية يدعو جميع الليبيين إلى الخروج في مختلف المدن والقرى، الجمعة، لإسقاط مجلسِ النواب، زاعما أن “التخلص من مجلس النواب أصبح ضرورة”.
وأضاف أيضا في ادعاءاته: “تقررَ شرعا أنَّ (الضررَ يُزالُ)، ودفعُ الضرر عن الناسِ واجبٌ لا يسعُ تركُهُ، ولا يتمُّ ذلك إلّا بخروجِ الناسِ؛ للمطالبةِ بإسقاطهِ”.
المثير للاستفزاز في موقف الصادق الغرياني، المدرج على قوائم الإرهاب بعدد من الدول العربية، هو أن تصريحاته الحالية عن ليبيا مخالفة تماما لحديثه قبل شهرين بشأن الأوضاع في تونس بعد قرارات الرئيس قيس سعيد الاستثنائية، التي أطاح فيها بالإخوان، ليسارع مفتي الإرهاب بتشويهها والمطالبة بعودة البرلمان المجمد، رغم دستورية قرارات سعيد.
وزعم الغرياني في يوليو الماضي، أن تجميد البرلمان التونسي هو انقلاب على الشرعية، رغم أن تلك التصريحات كانت تدخلا فجا في شؤون البلدان الأخرى، لكن مفتي الإخواني بليبيا أكمل عبر سلسلة من الاستهدافات لتونس، مهددا بموقف الرئيس سعيد تحت مزاعم أن ما حدث هو انقلاب على السلطة.
وادعى مفتي ليبيا أن “ما يجري في ليبيا انقلاب ناعم، فديباجة الرئيس التونسي التي برر بها انقلابه على البرلمان هي ديباجة جميع الانقلابين قبله.. فسعيد يردد المقدمات ذاتها عن مقاومة الفساد والحرص على مصلحة الشعب والتخلص من الاستبداد، ثم يأتيكم بكل سواد”.
كما زعم ضرورة أن يتخذ أهل تونس الحيطة، وعدم الاغترار ببيان سعيد، مدعيا أن ما يحدث في تونس هو تكرار السيناريو المصري بعد مظاهرات ٣٠ يونيو وعزل الإخوان، ما يثبت حقيقة مساعيه وتمسكه بحكم الجماعة ليضرب بمطالب الشعوب عرض الحائط.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يخون فيها مفتي ليبيا المعزول شعبه لأجل أطماع الإخوان، خاصة بالفترة الأخيرة، حيث سبق أن دعا ميليشيا “بركان الغضب” للخروج ضد وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، حيث وصفها بـ”الوقحة التي تخدم مشروع العدو”، بسبب مساعيها لإخراج القوات التركية والمرتزقة من بلادها، ضمن حملة شرسة يقودها حلفاء ورجال تركيا في ليبيا.
ووصل الأمر بالغرياني، المقيم في تركيا، إلى تصريحات وزيرة الخارجية المنقوش، قائلا: إنها “تنكرت فيها لجميل تركيا وفضلها على ليبيا” بعد تدخلها لدعم حكومة الوفاق، زاعما أنها “لا تستحق الاحترام وتصرفها يدل على أنّها غير أهل للمسؤولية”.
كما سبق أن هاجم البعثة الأممية للدعم في ليبيا، ووصفها بأنها “غير محايدة”، مطالبا بطردها من البلاد والهجوم على مقراتها، في دعوة صريحة لإثارة الفتن والشغب والفوضى.
وفي فتوى جائرة، زعم الغرياني، أنه يحق للميليشيات المتطرفة تنفيذ تفجيرات انتحارية ضد قوات الجيش الوطني الليبي، مدعيا: “قتل النفس منهي عنه، فقد يقع الشخص في الأسر وينجيه الله وقد يخاف أن يقع في الأسر ويأتي من ينقذه، والتفجير في العدو بمعنى أن يكون فيه نكاية للعدو، أي يوجد فيه أثر وهزة وانكسار، فهذا مشروع وجائز”، معتبرا أن تهريب المعتقلين المتشددين من السجون دعامة من دعائم النصر.