بعد أن فرضت طالبان قبضتها على أفغانستان، ظهرت حقيقة مساعي الحركة الإرهابية، رغم ما زعمته بالبداية من محاولات الطمأنة والتصريحات بالدخول الآمن وحماية السكان والمسؤولين، إلا أنه اتضح إعدادها لقائمة محددة لتنفيذ عمليات اغتيال واعتقال خلال وقت محدد، للانتقام من المتورطين في الإطاحة بها من الحكم قبل ٢٠ عاما.
وكشفت وثيقة سرية للأمم المتحدة أن حركة طالبان، تولي اهتماما كبيرا بتكثيف عمليات البحث عن أفغان تعاملوا مع القوات الأميركية والأطلسية مسبقا للإطاحة بها من الحكم قبل ٢٠ عاما، على الرغم من وعودها بعدم الانتقام.
وجاء ذلك في التقرير الذي وضعته مجموعة خبراء في تقييم المخاطر لحساب الأمم المتحدة، حيث أعده “المركز النرويجي للتحليلات العالمية”، وهو منظمة ترفع تقارير استخبارات إلى وكالات الأمم المتحدة.
وتضمن التقرير السري أن طالبان وضعت “قوائم ذات أولوية” للأفراد الذين تريد توقيفهم، حيث إن الأكثر عرضة للخطر هم الذين كانوا يشغلون مناصب مسؤولة في صفوف القوات المسلحة الأفغانية وقوات الشرطة ووحدات الاستخبارات.
وتابع التقرير: إن الحركة قامت بتنفيذ “زيارات هادفة لمنازل” الذين تريد توقيفهم ولمنازل أفراد عائلاتهم، بالإضافة إلى التدقيق في هويات الأشخاص الراغبين في الوصول إلى مطار كابل.
كما وضعت طالبان نقاط تفتيش في المدن الكبرى، بما فيها العاصمة وجلال آباد، وبدأت بتجنيد مخبرين جدد، على وجه السرعة، للعمل لحساب نظامها، وفقا للتقرير السري.
وذكر التقرير الأممي أيضا أن الحركة بدأت توسع قائمة أهدافها من خلال الاتصال بالمساجد والصرافين.
ومن ناحيته، أكد مدير المجموعة التي وضعت التقرير السري، كريستيان نيلمان، لوكالة فرانس برس، أن طالبان “يستهدفون عائلات الذين يرفضون تسليم أنفسهم، ويلاحقونها ويعاقبونها”، مضيفا: “نتوقع أن يتعرض الأفراد الذين تعاملوا مع القوات الأميركية و(الأطلسية) وحلفائها، وكذلك أفراد عائلاتهم، للتعذيب والإعدام”.
ويرى نيلمان أن الوضع الحالي في أفغانستان سيشكل خطراً أكبر على أجهزة الاستخبارات الغربية وشبكاتها ووسائلها وقدرتها على التصدي لطالبان وتنظيم داعش، والتهديدات الإرهابية الأخرى في آن خلال المستقبل.
وتزامن ذلك التقرير السري الذي تم نشره اليوم، مع تنفيذ حركة طالبان لتلك الاغتيالات بالفعل، حيث أفادت قناة “طلوع” الأفغانية عن إعدام طالبان لأحد مسؤولي حكومة أشرف غني، مضيفة في نبأ آخر، عن احتجاز واختفاء مسؤولين حكوميين على يد الحركة.