رغم ما تدعيه تركيا من الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب المحتل، ومحاولة قصف إسرائيل بتصريحات عديدة والتنكيل بها، إلا أنها تقيم معها العديد من العلاقات الوطيدة سرا، وتسارع لطلب يد العون منها في مختلف أزماتها.
ومع تأجج أزمة الحرائق المشتعلة في تركيا، سارعت أنقرة باللجوء لحليفتها الدولية، تل أبيب، حيث أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، استئجار بلاده طائرتين من شركة إسرائيلية، ستصلان تركيا اليوم الخميس.
وقال جاويش أوغلو، في تصريحات صحفية أثناء وجوده مع وزير البيئة والتوسع العمراني، مراد كوروم، ووزير النقل والبنية التحتية، عادل كارا إسماعيل أوغلو، في مركز إدارة الكوارث والطوارئ بمقاطعة مانافجات التابعة لمدينة أنطاليا التركية، إن الطائرات الإسرائيلية تم اختيارها ضمن بعض العروض من دول أخرى للمساعدة في إطفاء الحرائق، بحسب موقع “جرتشك أرتي” التركي.
وتابع أذربيجان سترسل صباح الخميس طائرة عليها طاقم من 10 أفراد، و40 سيارة إطفاء على متنها 150 فردًا.
لم يقتصر الأمر على إعلان جاويش أوغلو فقط، وإنما خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتقديم الشكر لحليفته إسرائيل التي يحاول النيل منها في المحافل الدولية لكسب التأييد التركي والعربي وتحسين واجهته الإرهابية، حيث وجه التحية لجميع الدول التي ساندت تركيا في أزمة الحرائق في العديد من المدن الجنوبية التركية.
وكتب أردوغان، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، أنه: “بالنيابة عن بلدي، أود أن أشكر جميع الدول والمنظمات الصديقة التي أرسلت دعمها وتمنياتها وتعازيها، وعلى استعداد للمساهمة في مكافحة حرائق الغابات في تركيا. نأمل أن نجتاز هذه الفترة في أقرب وقت ممكن”.
مساعدات الطائرات الإسرائيلية، تعتبر ردا لجميل أردوغان في نوفمبر 2017، حيث شهدت تل أبيب موجة حرائق ضخمة، في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة فى باتح تكفا وريشون لتسيون، وأثناء ذلك سارعت أنقرة لمساعدتها ضمن أوائل الدول، وأرسلت 3 طائرات إطفاء كبيرة للمساعدة في إخماد الحرائق.
ووقتها كانت الحكومة التركية من أولى الحكومات المقدمة للمساعدات من أجل إخماد الحرائق، وحينها أشاد بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، قائلا إنه يثمن هذا العرض والمساعدة التي تقدمها الحكومة التركية.
كما كانت تركيا أول دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل عام 1949، وبعد تولي حكومة العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002، سارع لتعزيز الاتفاقات السابقة مع إسرائيل، حيث إنه بعد ٣ أعوام، زار رئيس الوزراء التركي حينها رجب طيب أردوغان إسرائيل، ما ساعد في توطيد العلاقات بين البلدين، قبل أن يبدأ مسلسل الخطابات العدائية الزائفة.
وتعتبر تركيا ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الأسرائيلي، وفي عام 2015 وقعا اتفاقيات عسكرية وصلت لأكثر من ثلاثة مليارات دولار، فيما تعد شركات الطيران التركية أكبر ناقل الجوي من وإلى إسرائيل، وسبق أن روجت أنقرة للسياحة في تل أبيب بطريقة مثيرة للجدل، تحت شعار “اكتشف إسرائيل”، حيث إن الخطوط الجوية التركية ثانى أكثر الناقلات شعبية من تل أبيب بعد شركة النقل الوطنية الإسرائيلية.
