لم ينفك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من نهب سوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط، حتى يلهث وراء أطماع جديدة، يكشفها علنا أمام العالم من خلف ستار المساعدات والدعم الدولي المشبوه.
وفي الآونة الأخيرة ظهرت أطماع أردوغان الجديدة في أذربيجان، حيث استغل أزماتها الأخيرة، ليكشف عن نوايا جديدة له تجاهها اليوم.
وخلال مؤتمر صحفي عقده بعد عودته من أذربيجان، أعلن الرئيس التركي بحثه إمكانية إنشاء قواعد عسكرية لبلده في أذربيجان بموجب الاتفاقية الثنائية المبرمة مؤخرا بين الدولتين، مشيرا إلى أن إنشاء قواعد عسكرية تركية في أراضي هذا البلد لا يخرج عن نطاق “إعلان شوشا” الخاص بتحديد العلاقات التحالفية بين أنقرة وباكو في المرحلة المقبلة.
وقال: إنه من المحتمل التطرق لهذا الأمر خلال المشاورات بين نظيريه الأذربيجاني إلهام علييف والروسي فلاديمير بوتين، وكذلك في اتصالاته معهما، معربا عن قناعته بأن روسيا لا تنوي عرقلة عملية فتح ممر “زنغزور” الذي يربط بين غرب أذربيجان وإقليم ناختشيفان الأذريجاني ذاتي الحكم عند حدود إيران وتركيا، حيث تعول تركيا على التأييد الروسي في هذه المسألة.
لم يقتصر الأمر عند ذلك الحد، حيث يتجه أردوغان إلى استغلال النفط الأذربيجاني الأكبر بالمنطقة عبر مشروعه للتعاون في مجال الصناعات البتروكيماوية في ليبيا.
وكشف أن تركيا وأذربيجان يمكنهما العمل في قطاع الهيدروكربونات في تركيا أو ليبيا أو دول أخرى، ويمكنهما أيضا التشارك في أعمال تكرير النفط، مستشهدا بالشراكة القائمة مع أذربيجان في خطي أنابيب TANAP وTAP لنقل الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى تركيا وأوروبا.
وتابع: إن كلا البلدين لديهما خبرة في استغلال موارد النفط والغاز الطبيعي، فمن الممكن حتى اتخاذ بعض الخطوات في مجال التكرير، لافتا إلى أن البلدين يمكنهما العمل في قطاع النفط، سواء في تركيا أو في دول أخرى.
وتعتبر أذربيجان، صاحبة احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، تنشط في مجالات استخراج النفط وتوزيعه وتكريره وفي صناعة البتروكيماويات من خلال شركة الطاقة الحكومية سوكار، التي كانت افتتحت مصفاة نفط كبيرة في إزمير قبل بضع سنوات، وهي تسيطر أيضا على مجمع بيتكيم التركي للبتروكيماويات.
وسبق أن كشف أردوغان عن أطماعه في أذربيجان، للزحف إلى منطقة القوقاز، لذلك كانت أولى وجهازه الخارجية بعد انتخابه لولاية رئاسية ثانية عام 2018، واستغل الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا في نهاية العام الماضي، لإشعال وقود نيران الحرب بين البلدين، بنقل المرتزقة من السوريين والليبيين إلى أذربيجان، من أجل تنفيذ عمليات إرهاب وشغب مع أرمينيا، وحصد انتصار مزيف أمام الشعب التركي، واستخف بالجهود الدولية لوقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ، معلنا رفضه اشتراك الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في منطقة القوقاز.
كما تدخل في شؤون أذربيجان بذريعة السلام، ليعلن الرئيس التركي شروطا من أجل إعلان وقف إطلاق النار بين حليفته أذربيجيان وأرمينيا، في تصريح يظهر نفوذه في الأزمة الناشبة بإقليم ناغورني كراباخ، حتى شارك في الاحتفالات بالخدمة بين البلدين والتي زعم فيها استمرار دعمه لباكو الدائم.
ويرجع ذلك الدعم التركي لأذربيجان، كونها دولة غنية بالنفط، ولإيجاد موطئ قدم بجنوب شرق آسيا، فضلا عن أن أذربيجان تعد محطة إنتاج ونقل الطاقة الرئيسية في جنوب القوقاز، وتمر فوق أراضيها كافة خطوط الطاقة المنتجة في روسيا إلى تركيا، وتحصل أنقرة على الغاز من أذربيجان بسعر رخيص ما يخفف أعباءها من الميزانية العامة مع تدهور الاقتصاد التركي.
وتمكنت أنقرة من تحقيق عدة أهداف في القوقاز، حيث تم عقد العديد من صفقات الأسلحة ذات الأرباح العالية لصناعة الدفاع، بالإضافة إلى نشر أفكار القومية التركية، وجذب الأذريين إلى التعرف على تقاربهم الطبيعي مع الأتراك واحتضانهم، وهي دعوة يساعدها التقارب بين اللغتين.