بعد المحاولات المضنية التي بذلتها مصر لتحسين الأوضاع الفلسطينية التوافق بين الفصائل بها، عقب الهدنة التي توصلت لها الشهر الماضي، وخوض مباحثات عديدة، اتجهت حماس لمحاولة عرقلة ذلك بسبب أطماعها، لذلك عطلت مصر المشاورات بشكل حاسم.
وفي أعقاب ذلك القرار المصري، تجددت التخوفات من احتمالية عودة المواجهات بين غزة وإسرائيل، بعد “مسيرة الأعلام” المتوقع أن تنطلق في القدس الشرقية مساء اليوم الثلاثاء.
وقالت مصادر فلسطينية: إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي خضعتا لمصر بعد عرقلتهم للمفاوضات الأسبوع الماضي، حيث أبلغوها بعدم رغبتهما بالتصعيد مع إسرائيل.
وأضافت المصادر: أن حماس تراجعت عن مطالبها التي تسببت في إزعاج حركة فتح، وطلبت من مصر العودة لطاولة المفاوضات.
وأشارت إلى أن مصر طالبت حماس بالالتزام بالهدنة وعدم التصعيد أو الرد على المسيرة التي نظمتها مجموعات يهودية متطرفة، وتجنب أي أعمال شغب من شأنها إشعال الأوضاع مجددا.
وفي الساعات الماضية، تصاعدت المخاوف من أن تعيد تلك المسيرة الإسرائيلية تأجيج التوترات مع الفلسطينيين، ليسود مدينة القدس الشرقية استنفار أمني إسرائيلي واسع، حيث يتواجد فيها أكثر من 2000 رجل أمن إسرائيلي، والذي يعتبر تحديا أمنيا للحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، بعد حكم سلفه بنيامين نتنياهو الذي استمر 12 عاما.
وبالتزامن مع ذلك، دعا الرئيس الفلسطيني إلى تظاهرات و”يوم غضب” للرد على هذا التحرك الإسرائيلي.
والأسبوع الماضي، اصطدمت المساعي الماضية المكثفة من القاهرة، بتعثرات من جانب الفصائل الفلسطينية، بعد أن تم الإعلان عن وصول وفد من حماس للقاهرة بالأمس، وذلك بسبب عدم التوافق بين حركتي فتح وحماس بشأن خطة المصالحة، وتنازل كل طرف عن بعض مطالبه لأجل فلسطين.
وتم تعليق مباحثات القاهرة حتى إشعار آخر لحين التوافق على الملفات العالقة وتقارب وجهات النظر بين وفدي حماس وفتح، لحل الأمر، حيث رأت مصر أهمية التهدئة بين الطرفين، من أجل الاتفاق، وأنها تركت لهم الفرصة لإعادة ترتيب أوراقهم، تجنبا لفشل المفاوضات الحالية التي تعد فرصة ثمينة لتحسين أوضاع البلاد.
وكان من المفترض خلال المباحثات بين الفصائل الفلسطينية مناقشة عدة ملفات عالقة للاتفاق عليها، منها سبل تخفيف الحصار وإعادة الإعمار والهدنة، بالإضافة لوضع منظمة التحرير وتبادل الأسرى وتنفيذ الانتخابات.
كما أنه كان على حركة حماس تقديم تصور بشأن توصيل الدعم المالي لمستحقيه بقطاع وتشكيل الحكومة الوطنية المقبلة، بالإضافة لمؤسسات السلطة وإحياء المشروع الوطني.
وسبق أن أعلنت حركة حماس أن وفدا برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، وصل القاهرة، الثلاثاء الماضي، تلبية لدعوة من القيادة المصرية لإجراء حوارات في مختلف التطورات السياسية والميدانية، لبحث توحيد البيت الفلسطيني وتثبيت الهدنة، وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
ويتكون الوفد من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، ونائبه الشيخ صالح العاروري، ود. موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وروحي مشتهى، وحسام بدران، وزاهر جبارين، وهم من أعضاء المكتب السياسي.
وسبق أن زار اللواء عباس كامل، مدير المخابرات المصرية، قطاع غزة، لعقد اجتماعات مع قادة الفصائل الفلسطينية وبحث معهم الهدنة ووقف النار وإعادة الإعمار، تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمواصلة الجهود والاجتماعات لحل مشكلة الأسرى والمفقودين بين إسرائيل وحركة حماس، وأكد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الجبهة الفلسطينية “تحت مظلة منظمة التحرير”.