أثار تنظيم الإخوان أزمات عديدة خلال الساعات الماضية في عدة دول، بين الأكاذيب والخلافات والانشقاقات، لتولد احتقانًا شعبيًا وسياسيًا ضخمًا، تجاهها، ويتم فضح ألاعيبها.
كشف أكاذيب الإخوان في مصر، كان أحد المحطات المثيرة للجدل للتنظيم الدولي، خلال الساعات الماضية، حيث أكد مصدر أمني، أن ما تداولته صفحات ومواقع إخوانية، فيما يخص تعذيب السجينين “زياد العليمي، وأحمد سمير” داخل محبسهما، هو أمر خال من الصحة والحقيقة.
وأكد المصدر أن تلك الأكاذيب تعتبر ضمن المحاولات المستمرة للأبواق الإعلامية، الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، لنشر الأكاذيب والشائعات.
وتعليقا على ذلك، أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أن جماعة الإخوان المسلمين، حينما تتعارض مصلحتها مع مصلحة مصر، فهم يبدون أنفسهم عن الوطن، ويقومون بما ينفعهم، حتى وإن كان هذا يضر بلادهم، مشيرا إلى أن العلماء درسوا في علم المقاصد وفي ترتيب الأولويات، أنّه إذا تعارضت المصلحة العامة مع الفردية الخاصة، وجب تقديم المصلحة العامة، ولكن الإخوان المسلمون، لا يسيرون على هذا النهج، فهم لا يكترثون لمصلحة الوطن.
ومن مصر إلى تونس، تسود حالة احتقان وغضب بين أفراد الشعب، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، بعد تحالف حركة النهضة التونسية مع رئيس الوزراء، هشام المشيشي، في مواجهة مؤسسة الرئاسة، حيث نظم الحزب الدستوري الحر في باردو بالعاصمة التونسية، مسيرة حاشدة، بمشاركة عدة قوى سياسية مناهضة للإخوان.
فيما طوقت قوات الشرطة الجموع الحاشدة ضد الإخوان، وهو ما رفضته عبير موسي، رئيس الحزب الدستوري الحر، مؤكدة تواطؤ رئيس الحكومة، هشام المشيشي، مع حركة النهضة، من أجل تكريس هيمنة الإخوان على البرلمان، وسائر المؤسسات، وطالبت المتظاهرين بــ”التجمع أمام المجلس، وترديد النشيد الوطني بوجه قوات الأمن، التي تريد فض الاحتجاج، بدعم من راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة”.
فيما دشن سياسيون ونشطاء مبادرة شعبية، من أجل مواجهة خطر الإخوان، وتقويض تحركاتهم التي يسعون من خلالها إلى التمكين والهيمنة، مؤكدة أن النهضة هي المسؤول الأول عن تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية، وانهيار الوضع الاقتصادي، منذ العام 2011.
وبالتزامن مع ذلك، تعرض الإخوان لورطة ضخمة في الجزائر، التي تستعد للانتخابات التشريعية، حيث أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن الأجهزة الأمنية رصدت توجيهات من حركة رشاد الإخوانية لعدد من عناصرها، لشن هجمات إرهابية، ضد عناصر الجيش والشرطة، معربا عن رفضه للإسلاموية.
ووجه تبون انتقادات حادة تجاه الإخوان المسلمين، بقوله: “لا يزعجني وصول الإسلام السياسي، لأنّه ليس فوق القانون، نحن نرفض الإسلاموية، التي عانينا منها في التسعينيات”.
وهاجم لمين عصماني، رئيس حزب صوت الشعب، بشدة تنظيم الإخوان، أثناء تجمع شعبي انتخابي بوسط البلاد، واتهمهم باستغلال الدين، لتحقيق أطماعهم السياسية، مضيفا: “الأحزاب الإسلامية الإخوانية، استغلت شعارات الدين كسجل تجاري، وعلى الطبقة السياسية أن تقدم البدائل، عوض المعارضة وفقط”.
وهو الحال نفسه بالمغرب، التي تستعد أيضا للانتخابات النيابية، حيث ظهر حزب العدالة والتنمية “المصباح” الإخواني، في هيئة المنادي بالحريات، رغم انتهاكاته، وطرح الحزب ملف حرية المعتقلين، على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية، في محاولة للتنصل من مسؤولياته.
كما زعم وجود مخاوف حزب العدالة والتنمية، مما وصفه بـ”التصرفات السلبية، التي تؤثر على مصداقية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وعلى الإقبال على صناديق الاقتراع، وعلى استقطاب النخب، وتشجيعها على الانخراط في العمل السياسي”، وهو ما يعكس حالة الارتباك والقلق السياسي، لانهيار شعبية الحزب، بالتزامن مع تغيير القانون الانتخابي.
وقالت صحيفة المساء المغربية: إن شكوى المصباح المستمرة، “تأتي بعد ساعات فقط، على التصريحات التي نفت فيها وزارة الداخلية، رصد أيّ استغلال للإحسان العمومي، من طرف هيئات سياسية لأغراض انتخابية، وهو التصريح الذي حمل براءة مطلقة لحزب التجمع الوطني للأحرار، في مواجهة كل من العدالة والتنمية، والاستقلال والأصالة والمعاصرة، إضافة إلى التقدم والاشتراكية”.
بينما تلقى الإخوان في ليبيا، صفعة سياسية شديدة، بعد التفاعل الشعبي الكبير، مع فاعليات العرض العسكري، الذي نظمه الجيش الوطني في مدينة بنغازي، للذكرى السابعة لإطلاقه عملية الكرامة، حيث يهدف التنظيم الدولي لمنع إجراء انتخاب رئيس الدولة مباشرة من الشعب، أو عرقلة مسار التسوية السياسية، وفي المقابل تمرير بند دستوري، ينص على اختيار الرئيس من خلال مجلس النواب.
وقالت مصادر إن الإخوان تحاول تنفيذ مبدأ المساومات، في المفاوضات الخاصة بتوزيع المناصب السيادية، حيث عرضوا التخلي عن، الصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيا المركزي، مقابل الحصول على رئاسة المفوضية الوطنية للانتخابات، وهو ما من شأنه عدم إجراء انتخابات رئاسية مباشرة، أو إرجائها كليا.
ومن ناحيته، سخر رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، محمد عمر بعيو، من جماعة الإخوان في ليبيا، التي هددت هيئة الأوقاف، قائلاً عبر حسابه الشخصي، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “يا سبحان الله، أرأيتم زوراً كهذا الزور، ألم تعلن جماعة الإخوان في ليبيا قبل شهر حلّ نفسها، وتحولها إلى جمعية مجتمع مدني باسم جمعية الإحياء والتجديد، وها هي تنشر أمس باسم الجماعة المنحلّة، بيان تهديد ضد هيئة الأوقاف، وتتبرأ من حزبها ومتحزبيها، وتهدد مخالفيها”.