بعد إقصائه من قوائم المتنافسين بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، للمرة الثانية، من الواضح أن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، وضع خطة لاستهداف نظام الملالي، بكشف الأسرار وخاصة المتعلقة بالنووي، في خضم جولات مباحثات فيينا لإعادة أميركا للاتفاق ورفع العقوبات عن إيران.
وخلال الأيام الماضية، شنّ نجاد حملة انتقادات واسعة تلتها تهديداته بعد رفض ترشيحه من مجلس صيانة الدستور عن خوض الانتخابات الرئاسية، ليفجر اليوم مفاجأة ضخمة، كانت تضمنت في مقابلة يبدو أنها كانت قد سجلت قبل منعه من الترشح، وسمح بنشرها لاحقا في الساعات الماضية.
وأعلن الرئيس الإيراني السابق عن بعض الأسرار الحساسة، منها أن الهجوم الذي تعرض له مفاعل “نطنز”، في11 إبريل الماضي ترك خسائر بلغت 10 مليارات دولار.
كما كشف سرقة وثائق إيران النووية بالغة الدقة والحساسية من منشأة “تورقوز آباد”، بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران بواسطة إسرائيل.
وأفصح لأول مرة أنه تمت سرقة وثائق إيران الفضائية من مركز التحقيق الفضائي الإيراني، حيث تعتبر تلك هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول إيراني بمستوى رئيس إيراني سابق عن سرقة وثائق البرنامج الفضائي الإيراني.
وخلال التسجيل ذاته، وجه “أحمدي نجاد” انتقادات لاذعة لخضوعه للمراقبة الأمنية والتنصت، قائلاً: “أين ورد في الدستور الإيراني، أنه ينبغي مراقبة النشطاء السياسيين؟.. إنهم نصبوا كاميرات مراقبة أمام بيتي.. العصابة الأمنية تحول الفرص إلى تهديدات”.
ووجه رسالة حادة إلى الأجهزة الأمنية الإيرانية، حيث قال: “يا أيتها العصابة الأمنية يا أيها الجهاز الأمني، انصبوا الكاميرات على منشأة نطنز حتى لا يأتوا ويفجروا ويلحقوا أكثر من 10 مليارات دولار بالشعب، ينبغي تركيب الكاميرات في “تورقوز آباد” حتى لا يأتوا ويسرقوا وثائق البلاد الحساسة، ويجب تركيب الكاميرات في المنظمة الفضائية حتى لا يأتوا ويفتحوا السقف ويسرقوا وثائق البرنامج الفضائي..”.
وتابع في رسالته للأجهزة الأمنية: “هل تراقبونني أنا؟.. حياتي مكشوفة، مازحتهم فقلت لهم أعطوني الكاميرا أضعها على ملابسي وأبث لكم (تحركاتي) بشكل مباشر..، أنتم تخونون البلاد من خلال تحويلكم الفرص إلى تهديدات من خلال أحكامكم الشخصية”.
وأظهر حديث الرئيس الإيراني السابق عن الأحداث التي تعرضت لها المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية خلال السنوات الأخيرة، مدى توغل الاستخبارات الأجنبية وخاصة الغربية والإسرائيلية في عمق المؤسسات الإيرانية.
وسبق أن ألمح أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، القائد الأسبق للحرس الثوري، والمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية الجنرال محسن رضائي، إلى سرقة وثائق نووية إيرانية من منشأة “تورقوز آباد” بالقرب من طهران.
وأكد رضائي، في مقابلة مع موقع “جماران” الإيراني في منتصف إبريل الماضي، أنه: “أصيب البلد بتلوث أمني واسع، ففي أقل من سنة شهدنا ثلاثة أحداث أمنية، انفجاران في منشأة نطنز، واغتيال عالمنا النووي (فخري زاده)، لقد قاموا بتنفيذ مهماتهم بنجاح ولاذوا بالفرار، وفي وقت سابق أقدموا على سرقة مجموعة من وثائقنا النووية السرية”.
وفي إبريل 2018، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن وثائق قال إنها تتعلق بأرشيف إيران النووي، مضيفا أن الموساد الإسرائيلي استحوذ عليها عبر عملية معقدة، إلا أن طهران نفت ذلك حينها، ووصفته بالمثير للسخرية.
وتابع نتنياهو أن بعض وثائق الأرشيف النووي الإيراني وخاصة المواقع التي أجريت فيها تجارب نووية لم تبلغ عنها طهران، من بينها موقع “تورقوز آباد” ذكر حينها اسم العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي اغتيل العام الماضي بالقرب من طهران.
تعرض موقع “نطنز”، الذي يعتبر أحد أهم منشأة لتخصيب اليورانيوم ضِمن مشروع إيران النووي في يوم الأحد 11 إبريل الماضي، لانفجار ضخم، اتهمت فيه إيران إسرائيل بتورطها في ذلك.
وكانت تقارير محلية أكدت أن الانفجار أدى إلى تدمير نظام الطاقة الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي، مما شكل ضربة قوية لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، رغم أنها أعلنت بأنها سوف تعوض الأجهزة المدمرة بأخرى أكثر تطورًا.