تشتعل العراق بين الهجمات الإرهابية والخلافات السياسية والتدخلات الإيرانية، ليعود من جديد مسلسل اغتيالات النشطاء بالبلاد، في الوقت الذي تناضل به حكومة مصطفى الكاظمي لإرساء الاستقرار في بغداد.
وتم اغتيال الناشط العراقي المدني إيهاب جواد الوزني، المناهض للميليشيات المقربة من إيران، على يد مجهولين بأسلحة كاتمة للصوت، في مدينة كربلاء، فجر اليوم الأحد، حيث استباحت الميليشيات الإرهابية أيام شهر رمضان المبارك.
وتأتي تلك الجريمة، بعد ظهور الناشط إيهاب الوزني، منذ أيام في مقطع فيديو، ويحيط به المتظاهرون، حيث يتحدث بشكل مباشر إلى قيادات أمنية كانت نزلت إلى ساحة التظاهر، يفصح فيها عن تلقيه تهديدا بالتصفية، مطالبا بحماية الناشطين من الميليشيات.
ويعتبر ذلك الحادث هو الثاني من نوعه الذي تشهده المحافظة خلال عام ونيف.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مصورا، يظهر فتح مجهولين يستقلون دراجة نارية، النار من أسلحة كاتمة، على السيارة التي يستقلها الناشط الوزني، بالقرب من منزله في حي الحداد بمحافظة كربلاء.
وفي فيديو آخر، أظهر تسليم جثة الناشط المقتول لأسرته، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى الجهات التي اغتالت الناشط الكربلائي فاهم الطائي، وهي الميليشيات المدعومة بطهران.
وكشفت خلية الإعلام الأمني في العراق ملابسات جريمة الاغتيال للناشط، حيث أوضحت أن “شرطة محافظة كربلاء المقدسة تستنفر جهودها بحثا عن العناصر الإرهابية التي أقدمت على اغتيال الناشط المدني إيهاب جواد”.
وشكلت شرطة كربلاء فور وقوع الحادث فريق عمل مختصا لجمع الأدلة والمعلومات في هذه الجريمة.
وطالبت أسرة الناشط المقتول، الجهات الأمنية في المحافظة والسلطات في بغداد، بملاحقة الجناة والكشف عن المتورطين بدماء العراقيين.
أثار الحادث غضبا ضخما بكربلاء حيث خرج العشرات في جنازة الناشط، وهم يطوفون شوارع المدينة، بينما خرج آخرون منددين بتلك الجرائم وقاموا بقطع الطرق وإشعال إطارات السيارات.
وعادت سلسلة نزيف الاغتيالات بالعراق، منذ مظاهرات بغداد الضخمة في أكتوبر ٢٠١٩، ضد النشطاء المدنيين، حيث يأتي المتهم الأول فيها الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران.
لم يكن ذلك الحادث هو الأول من نوعه بكربلاء، حيث إنها في ديسمبر ٢٠١٩، شهدت المدينة واقعة مماثلة، بقيام مجهولين يستقلون دراجة نارية بإطلاق الرصاص الحي على الناشط المدني في ساحات الاحتجاج فاهم الطائي أمام منزله مما تسبب بمقتله بالحال.
وفي أغسطس ٢٠٢٠، شهدت بغداد، جريمة مشابهة، في اغتيال المحلل السياسي والأكاديمي البارز هشام الهاشمي على يد مسلحين يستقلون دراجة نارية أمام منزله في زيونة.