صراعات محتدمة ومستمرة، بين المجتمع الدولى ومافيا حزب الله اللبناني، الذي تجمعه شراكات بنسب متفاوتة، بكل من يريد العمل في لبنان، من خلال تحصيل أموال من التجارة المختلفة في الدول الإفريقية وأميركا، وسوريا والعراق، نظير تأمين الحماية الداخلية.
وفي حين تشتد الصراعات القائمة بين المجتمع الدولي وحزب الله، تستمر الملاحقات الدولية لكشف وفضح فساد مافيا حزب الله اللبناني؛ إذ نجحت السلطات المغربية في اعتقال شخص لبناني ينتمي لحزب الله أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي المغربية باستخدام جواز سفر مزيف.
ومما لا شك فيه قيام الميليشيات بإدارة منظومة الفساد اعتمادا على عدد من السياسيين وأتباعهم من طوائف أخرى، وخصوصا الحلفاء في التيار الوطني الحر، من خلال إغراقهم بمشاريع تدر المال للطرفين، مع وعود بطرح أسماء الموضوعين على لوائح العقوبات الأميركية مع المسؤولين الإيرانيين لتنظيف سجلاتهم، خلال المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران.
ومن بين ألوان الفساد التي تمارسها حزب الله والميليشيات التابعة له، سيطرة المقربين منه على ملفات النفط، مما يؤدي إلى اختفاء الوقود، من جميع المناطق إلا تلك التي تخضع لسيطرتهم، والتي يتم ضخ الوقود الذي تم الاستيلاء عليه بها.
كما يمعن حزب الله وميليشياته والمقربون منه في احتكار المواد الغذائية المدعومة من مصرف لبنان، في الوقت الذي يعاني فيه المصابون بأمراض مستعصية من تمييز في تخصيص الدواء لفئة اجتماعية من دون أخرى وخصوصا للمحازبين، ليصل الأمر إلى الاتجار والاحتكار والتلاعب بملف اللحوم المدعومة.
وفي حين يشتري لبنان الوقود من الخارج، على أن يتم طرحه للبيع في الأسواق بأسعار مدعومة من مصرف لبنان، تعتمد الميليشيات على أشخاص من طوائف أخرى لنقل هذه المواد عبر المهربين، وبيعها في السوق السوداء بسوريا، طمعا في تحقيق أرباح هائلة وخيالية، تتقاسمها الميليشيات مع حزب الله.
وكشف تقرير أعده مركز “ألما للبحوث والتعليم” الإسرائيلي، عن الدور الذي يلعبه مالكو شركة “ليكوي غروب” الأخوة، أوسكار وأنطونيو وإدغار يمين، لمساعدة حزب الله في عمليات التهريب عبر شركتهم القابضة، التي تضم شركتي “ليكوي غاز” و”كورال أويل”.
ويؤكد التقرير الإسرائيلي أن عائلة يمين، وشركاتهم، ما هم إلا جناح مدني يعمل نيابة عن مصالح حزب الله في سوق الطاقة اللبنانية، كما يرتبط الأشقاء الثلاثة بجبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، حليف حزب الله الأبرز على الساحة المسيحية.
ويشير التقرير الإسرائيلي إلى أن الأشقاء يمين يتحكمون في تهريب الوقود من لبنان، لتحقيق أرباح خيالية منها؛ إذ يتم تهريب أكثر من 3 ملايين لتر من الوقود من لبنان إلى سوريا بشكل يومي، في عملية تتم تحت سيطرة حزب الله، بما يدر عائدا كبيرا عليه، ويكسبه الكثير من المال، كما يستفيد حزب الله وإيران من بيع الوقود في سوريا، من خلال قيام إيران بتصدير نفطها بشكل غير قانوني كجزء من قناة تمويل حزب الله، وبينما يتم شراء الوقود ظاهريا لضخه وطرحه في السوق اللبنانية، يمرر حزب الله جزءا كبيرا منه للبيع في سوريا، في الوقت الذي يذهب فيه ما تبقى من وقود إلى قاعدته في مناطق سيطرته بجنوب لبنان، وضاحية بيروت ووادي البقاع.