تبذل تركيا كل جهودها لأجل تلبية مطالب مصر، لإتمام المصالحة التي تسابق الزمن لإتمامها، خاصة قبل زيارة الوفد التركي للقاهرة لأول مرة خلال أيام.
وبعد القيود القاسية التي فرضتها تركيا على الإخوان الهاربين بها وإعلامهم، لأول مرة، بعد احتضانها للجماعة الإرهابية، سعى أفراد التنظيم الدولي للانتقام من النظام التركي بعدما تجاهله الأخير، عبر التحالف مع المعارضة.
وفي محاولة تركية لإنهاء أزمة الإخوان، عقدت لقاء سريا مع قيادات الإخوان بإسطنبول، حيث تعهد أفراد الجماعة باحترام أمن أنقرة بعد رصد لقاء لها مع المعارضة، وفقا لما كشفته مصادر مطلعة.
وأكدت المصادر أن النظام التركي يخشى من غدر الإخوان، لذلك أجبر قيادات الجماعة على توقيع إقرار بعدم تهديد الأمن القومي التركي، ومنعهم من التواصل مع شخصيات سياسية تركية.
وأضافت المصادر أنه يوجد حاليا خلافات ضخمة بين الإخوان بتركيا، حيث انقسموا لفريقين، أحدهما يريد التواصل مع المعارضة وفريق ثانٍ يخشى الترحيل.
وتابعت المصادر أنه في المقابل طالبت قيادات الإخوان مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الاجتماع بمنع ترحيل علاء السماحي ويحيى موسى إلى مصر، لكن المستشارين ردوا بأن أنقرة سلمت الملف للاستخبارات التركية.
ويأتي ذلك، بعد ساعات من تصريح كرم الله أوغلو، رئيس حزب السعادة التركي المعارض، بلقائه مع وفد من جماعة الإخوان بقيادة همام علي يوسف، عضو مجلس شورى الجماعة، وعدد من قيادات الإخوان، الذي لم يتحدث عن أي تفاصيل اللقاء وسببه وأهدافه.
وكشفت مصادر أن تلك التحركات الإخوانية، جاءت عقب رفض ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي ومسؤول ملف الإخوان، عقد اجتماع مع عدد من قيادات التنظيم عدة مرات، قبل أيام، حيث حاول محمود حسين القيادي الإخواني التواصل مع أقطاي لبحث وضع عناصر التنظيم ومناشدته بعدم تسليم المطلوبين لدى القاهرة أو السماح لهم بمغادرة تركيا دون عوائق، بينما طالب المستشار بتأجيله دون رد واضح.
وتابعت أن الإخوان فوجئوا بالقرارات التركية الأخيرة، لذلك تحاول عرقلة المصالحة بين القاهرة وأنقرة، وإطالة أمد الأزمة، لتأثيرها على مصير إخوان تركيا، بينما لم يكن التنظيم الدولي طرفا في المفاوضات ولم يتواصل الرئيس أو أي مسؤول تركي مع قياداته بشأن التطورات الأخيرة.
وقالت المصادر إن اللقاء شهد حضور عدد من قيادات الجماعة المحسوبين على تيار الأمين العام السابق القيادي محمود حسين، منهم عضوا مجلس شورى التنظيم همام علي يوسف ومدحت الحداد.
وأضافت المصادر أن الإخوان تسعى للضغط على النظام التركي قبل الزيارة التركية المرتقبة للقاهرة بين مسؤولين في أجهزة الأمن والمخابرات بين البلدين مطلع مايو المقبل، بهدف “المصالحة مع التنظيم كأحد بنود التفاوض”، لعدم تسليم قيادات الجماعة المطلوبين لدى القضاء المصري.
ولفتت إلى أن الإخوان تهدف لتوطيد العلاقات مع نظام المعارضة من أجل هز نظام أردوغان وتوجيه صفعة قوية له بعد تراجع الرئيس التركي عن دعمه للجماعة، لذلك فهي مستعدة للتحالف مع أي تيار وفقا لمصالحها.
وأوضحت أنه في الوقت ذاته أنه تستعد الإخوان لتنفيذ عدة سيناريوهات أخرى للإطاحة بنظام أردوغان أو على الأقل أصابته بشدة في ظل ارتفاع أصوات المعارضة مؤخرا وتدهور الأوضاع الاقتصادية، من بينها سحب كل الاستثمارات الإخوانية بالبلاد وكشف فضائح النظام وفساده.
وتستعد وزارة الخارجية التركية لزيارة مصر مطلع مايو المقبل وإجراء مباحثات موسعة، وفقا لما أدلى به وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، مؤكدا أن العلاقات مع مصر تتحسن وتم حل الخلافات في مختلف الملفات، والاتفاق على ضرورة القيام ببعض الخطوات من أجل التقارب بين البلدين.