في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بعيد العمال، وتقديم التحية والشكر لجهودهم، زادت إيران من انتهاكاتها ضدهم وخاصة المتقاعدين، الذين يطالبون بحقوقهم منذ عدة أشهر، دون هوادة، لتثبت تخلي النظام عن الحقوق والحريات للإنسان.
اليوم، مع إحياء عيد العمال، شهدت إيران مسيرة ادمجموعات مختلفة من المتقاعدين للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة والأمن الوظيفي، بطريقة سلمية، إلا أن السلطات من رجال الشرطة وقوات الأمن هاجمتهم بشراسة واعتقلت أكثر من 30 شخصا.
ووثقت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تلك التجمعات العمالية المنظمة في مدن مثل طهران، وكرج، وكرمنشاه، والشوش، ومشهد، وتبريز، وانتهاكات الشرطة ضدهم.
ورفع المحتجون شعارات عديدة، من بينها: “يجب استعادة الأمن الوظيفي”، و”ألمنا ألمكم، أيها الناس انضموا إلينا” و”حكومة اللصوص، عدو العمال”، حيث كانت المسيرات سلمية دون عنف.
ويطالب المتقاعدون ، البالغ عددهم حوالي 4 ملايين ونصف المليون، منذ أشهر بتحسين أوضاعهم وزيادة معاشاتهم التقاعدية للخروج من تحت خط الفقر، حيث يتلقون من صندوق الضمان الاجتماعي معاشاً تقاعدياً لا يتعدى الثلاثة ملايين تومان، فيما تشهد البلاد تدهورا بالأوضاع الاقتصادية من زيادة التضخم وارتفاع الأسعار بشكل مطرد.
وبالتزامن مع عيد العمال هذا العام، تشهد إيران أوضاعا اقتصادية متدهورة وفقا لإحصاءات وتقارير مختلفة، أكدت تدهور الظروف المعيشية والأمن الوظيفي للعمال الإيرانيين، خلال العام الماضي، بالإضافة إلى قمع النظام المتزايد للنقابات العمالية والعمال المحتجين.
وخرج العمال في مسيرات بإيران خلال العام الماضي، عشرات المرات، وتم اعتقال ما لا يقل عن 37 عاملاً، بالإضافة للقبض على نشطاء عماليين، وعمال بلدية وآخرين.
فيما أصدر القضاء في إيران أحكاما على 46 ناشطاً عمالياً بالسجن لمدة 636 شهرا، و3108 جلدات، واستدعاء 51 عاملاً للسلطات القضائية والأمن.
وقال مركز الإحصاء الإيراني إن معدل التضخم في البلاد يتجاوز 46% في الفترة من 21 ديسمبر 2020 إلى 19 يناير 2021، وهو ما يؤشر إلى تفاقم الأمر في الشهر الماضي، ما يرفع كلفة المعيشة اليومية للمواطنين الإيرانيين.