في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بكل السبل، دعم الاستقرار في بلاده وتحسين أوضاعها والتصدي للأطماع الخارجية، تسعى إيران وتركيا لكسر تلك المحاولات والاغتنام من ثروات بغداد وتقويتها لأجل مصالحهم الخاصة.
عبر عدة طرق غير شرعية، تحاول أنقرة السيطرة على بغداد، لتطلق عمليات عسكرية بدعوى ملاحقة حزب العمال الكردستاني، لكنها كثيرا ما تسقط ضحايا من المدنيين، لتعلن اليوم تدشين قاعدة عسكرية في شمال البلاد.
وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، اليوم الجمعة، إن أنقرة ستدشن قاعدة عسكرية تركية في منطقة ميتينا شمال العراق، نظرا لأهمية المنطقة بالنسبة لبلاده.
وقبل حوالي عام، كان مسؤول رفيع بالحكومة التركية، أفصح عن مساعي الجيش التركي في إنشاء 3 قواعد عسكرية جديدة في منطقتي سينات وهفتنين، شمالي العراق.
وقبل حوالي أسبوعين، شن الجيش التركي عملية عسكرية برية جديدة ضد “حزب العمال الكردستاني” في منطقة متينا شمال العراق، لتتمكن من دخول قواتها الخاصة إلى عمق الأراضي العراقية بمسافة 9 كيلومترات وأقامت نقاطا عسكرية جديدة في محافظة دهوك، وتم إنزال وحدات قوات خاصة تابعة للجيش التركي في تلك المنطقة عبر مقاتلات “إف-16″ وطائرات مسيرة ومروحيات عسكرية ومدفعية، لاستهداف مواقع لـ”حزب العمال” في متينا ومناطق محيطة، منها قارا وقنديل وأفاسين وباسيان والزاب.
وتنفذ القوات التركية عمليات عديدة في شمال العراق ضد “حزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا، ضمن الأطماع التركية الضخمة في العراق منذ عدة أعوام، لإنشاء حزام أمني على غرار الحزام الأمني في شمال سوريا، وضمن مشروع “تركيا الكبرى” التي تضم مساحات واسعة من شمال اليونان وجزر بحر إيجه الشرقية، ونصف بلغاريا وقبرص وأرمينيا في مجملها، ومناطق واسعة من جورجيا والعراق وسوريا.
وتسعى أنقرة للسيطرة على جبل في إحدى نواحي دهوك بإقليم كردستان العراق، حيث أطلقت في 17 يونيو 2020، عملية “مخلب النمر” في “حفتانين” بشمال العراق، بعد يومين من إطلاق عملية “مخلب النسر” في شمال العراق أيضا، حيث تحاول إحكام قبضتها على محافظة دهوك وقصفت بكثافة مناطق حدودية في إقليم كردستان في هجمات تركزت على جبال قنديل التي تعتبر معقلا للمتمردين الأكراد؛ ما تسبب في مقتل عدد من المدنيين ونزوح مئات العائلات في القرى الحدودية داخل إقليم الكردي العراقي الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وتتوغل تركيا في قلب العراق عبر هذه العمليات التي تنتهك سيادة أراضيهم وتخالف الأعراف الدولية، وسبق أن هددت بغداد أنقرة باللجوء إلى مجلس الأمن لوقف تلك الانتهاكات، بخلاف ما تدعيه تركيا حيث إنها تسعى جاهدة لبسط نفوذها في عدد من الدول العربية الغنية بالثروات والنفط على غرار ليبيا وسوريا والعراق.
كما تسيل أيضا العراق لعاب إيران، منذ أعوام، لتحاول السيطرة عليها بكل قوة، سواء عبر أذرعها بالحكومة أو الميليشيات المسلحة أو إرهاب المواطنين، لذلك نشرت قوات الحشد الشعبي المدعومة من طهران، حاولت التأثير على الحكومة بعدة طرق.
وفي ظل مواجهة الكاظمي لتلك المساعي الإيرانية والتصدي لها، اتجهت طهران لعرقلة الانتخابات التشريعية المقررة هذا العام، عبر تفخيخ البلاد بالجرائم الإرهابية، التي تتوالى عليها مؤخرا، آخرها بالأمس، عبر هجوم انتحاري يستهدف مديرية الأمن القومي بكركوك، والذي تمكنت قوات الأمن العراقية من إحباطه.