ذات صلة

جمع

من الفائزون والخاسرون باتفاق السلام بين حزب الله وإسرائيل؟

بالتأكيد، حسم اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله...

العمل الأمريكي على إنهاء الحرب في غزة دون سلطة لحماس

مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، وقبيل استلام...

بعد يوم طاحن.. إسرائيل توافق على وقف إطلاق النيران

بينما واصلت القوات الإسرائيلية شن ضربات مكثفة على مواقع...

مذابح الأرمن.. 106 أعوام على مسيرات الموت بيد تركيا المطلخة بالدماء 

منذ أكثر من 100 عاما، على قتل وسفك دماء الآلاف بطريقة وحشية، إلا أن التاريخ والعالم لم ينس على الإطلاق كارثة إبادة تركيا للأرمن، التي تعتبر واحدة من المذابح المريعة على الإطلاق في التاريخ الحديث، ليحاول إحياءها الكثير من البلدان وإعادة الحق لأرمينيا وأسر الضحايا.

وترجع مذبحة إبادة الأرمن إلى 106 أعوام، وتحديدا في فترة الحرب العالمية الأولى، حيث انهارت خلالها الدولة العثمانية التي كانت تحكمها جمعية “تركيا الفتاة”، والتي استهدفت الأرمن بشكل ممنهج، بالقتل والاعتقال والتهجير، لشك أنقرة في دعمهم لروسيا أثناء الحرب، وهو ما جعلها أول عملية إبادة جماعية في القرن العشرين.

ويصل عدد الضحايا في تقدير المؤرخين إلى أن حوالي مليوني أرمني كانوا يعيشون في أراضي الدولة العثمانية مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914، ولكن في 1922، انخفض عددهم إلى 400 ألف فقط، وهو ما يعني أن تلك المذابح راح ضحيتها ما يصل إلى 1.5 مليون شخص.

حينها شهد الأرمن عمليات تعذيب واغتصاب ومصادرة ممتلكات، وأجبروا على السير لمسافات طويلة عبر الجبال والسهول بلا طعام أو شراب، فمنهم من مات جوعا أو عطشا أثناء عملية الترحيل إلى الصحراء في سوريا.

ظلت تلك الجرائم بحق الأرمن، لحين الكشف عنها في 1920 وإلقاء القبض على الجناة من الضباط الأتراك، إلا أن الحركة القومية التركية، أصدرت عفوا عاما بحق الجناة، وهو النهج نفسه الذي سارت عليه جميع الحكومات التركية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك الملقب بـ “أبو الأتراك”، في الإنكار ورفض الاعتراف بالإبادة الجماعية.

وحينها استغلت الدولة العثمانية الأقلية الكردية المسلمة في تركيا وقتها، للزج بهم في عمليات القتل ضد الأرمن والسريان، وهو ما نفته واعتذر عنه الحركات والأحزاب الكردية في الثمانينيات من القرن الماضي مثل حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد.

وحاول مصطفى كمال أتاتورك خداعهم بشأن ترك الأراضي التي يقطنها الأرمن والأكراد، مما كان يسمح لهم بقيام دولتهم منفصلة، بينما سمح بالانتهاكات ضدهم، حيث قمعت انتفاضاتهم وثوراتهم وهجرهم من أراضيهم في جنوب شرقي تركيا باتجاه الأناضول في بين 1925 – 1928.

ورغم الموقف الدولي الضخم الرافض لإبادة الأرمن، إلا أن تركيا ترفض حتى الآن الاعتراف بذلك، زاعمة أن حوالي 300 ألف إلى 500 ألف أرمني على الأقل والعديد من الأتراك أيضا قتلوا في النزاع الأهلي الذي بزغ حين انتفض الأرمن ضد حكامهم العثمانيين وانحازوا إلى القوات الروسية الغازية.

ولكن في 2014، قدم رجب طيب أردوغان، عزاء غير مسبوق للأرمن بذكرى المذبحة، وأصدر بيانا باللغة التركية والأرمنية وسبع لغات أخرى، أكد فيه أن ترحيل الأرمن إبان الحرب كان له “تبعات غير إنسانية”، مدعيا أن الملايين من جميع الاديان والأعراق قتلوا في الحرب، وفي العام التالي حضر رئيس الوزراء التركي حينها، أحمد داود أوغلو، مراسم تأبين الضحايا “لمشاركة الأرمن في آلامهم”، مؤكدا رفض بلاده استخدام لفظ “المذبحة”.

واعترفت حوالي 30 دولة بالإبادة الأرمنية، منهم أميركا، حيث تبنى مجلس الشيوخ بالإجماع نصا من أجل إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية عبر الاعتراف بها رسميا، ووصفها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بـ”واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين”.

كما كشفت مصادر أميركية مطلعة أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن يستعد للاعتراف بالمجزرة ضد الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى على يد الإمبراطورية العثمانية باعتبارها “إبادة جماعية”، حيث من المقرر أن يعلن اليوم في الذكرى الـ106 لعمليات القتل الجماعي التي بدأت عام 1915، ويستخدم بايدن عبارة “إبادة جماعية” خلال الفعاليات السنوية لإحياء ذكرى الضحايا في مختلف أنحاء العالم.

spot_img