لم تقتصر معاناة أهالي سوريا، على يد الميليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا، فقط على الرجال والنساء، حيث وصلت للأطفال الأبرياء أيضا، فنزع عنهم أعوام الطفولة، ليدفعهم إلى القتال والتجنيد بين الكتائب، ليلاقوا ويلات الحرب أيضا.
ومن بين آلاف الضحايا من الأطفال على يد تركيا، ظهر طفل سوري، في مقابلة أجرتها معه وكالة بلاد ما بين النهرين، ليكشف حقيقة استغلال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للأطفال بين صفوف الميليشيات، عبر تجنيدهم لخوض الحروب والقتال.
وقال الطفل السوري، أطلق عليه اسم فجر المالكي، دون الكشف عن هويته الحقيقية: إنه رفع السلاح ضمن صفوف المعارضة السورية المدعومة من تركيا، إن الرئيس رجب طيب أردوغان يرسل المقاتلين السوريين إلى أي مكان يستهدفه، ويوجه بخداع المعارضة وتشويه الحقائق، حيث تم دحض ما يسمى “الثورة السورية” بالبلاد حاليا.
وتابع الطفل أنه بعد اندلاع الحرب في سوريا، كان حينها عمره 12 عامًا، ليجد نفسه يعاني من عمليات النهب والسرقة والاغتصاب واستغلال الأطفال، لذلك فإن الأطفال الذين تم تجنيدهم في صفوف المقاتلين بذلك الوقت هم أمّيون ولا يجيدون القراءة أو الكتابة، وهم بمثابة عبيد لتركيا، يرسلونهم تارة إلى ليبيا، وتارة أخرى إلى أذربيجان.
وكان لزاما على المالكي المشاركة في الحرب من أجل البقاء وحماية أسرته، وتعرض للكثير من الصعاب، حيث نجا بالصدفة من حصار حلب، وقاتل على جبهات عديدة، حيث استقطبت كل الجماعات التي تُسمى “المعارضة” الأطفال في الحرب.
كما كشف أن العديد من الأطفال الذين عرفهم قتلوا في الحرب، مضيفًا: “عامَا 2016 و 2017 كانوا الأصعب لي، حينما كان عمري 16 و 17 عاما، فلم تكن جماعات المعارضة السورية تدفع للمقاتلين باستمرار، ولم أستطع شراء حذاء، بالكاد يمكنني الحصول على أي طعام”.
وفي ديسمبر 2017، تمّ دمج الجزء الأكبر من الجيش السوري الحر تحت اسم الجيش الوطني السوري، المدعوم مباشرة من الحكومة التركية، ومن ثم أصبحت الرواتب أكثر انتظامًا، ليأملوا حينها أن تتحسن الأمور، لكن أطلقت لاحقا عملية عفرين.
وكشف الطفل المجند أنه حينها تم خداعهم من تركيا، حيث أخبرهم الأتراك أن وحدات حماية الشعب وداعش يقاتلون معهم، وأنها أرادت أن تفعل ما فعلته إسرائيل بالمسلمين، وإنهم يريدون إقامة دولة كردية داخل عفرين، وبالتالي أرادوا الغزو من إدلب وريف حلب إلى اللاذقية.
وسبق أن فندت الكثير من التقارير جرائم أردوغان ضد أطفال سوريا، حيث يتم إصدار بطاقات شخصية مزورة للأطفال بعد التلاعب بتواريخ ومكان ميلادهم، وبالتالي يتم تسجيلهم في سجلات الأحوال الشخصية للجيش الوطني السوري المعارض، ومن ثم نقلهم إلى ليبيا أحيانا، مقابل 3 آلاف دولار شهريا.
وكشف تقرير سابق أن هؤلاء الأطفال لم يكونوا يدركون كيفية استخدام السلاح، وكانوا يخضعون للتدريب في المعسكر، مع وعود كاذبة بأنه سيعودون لمنازلهم في غضون 3 أشهر، دون الاهتمام بصحتهم وتقديم السجائر والطعام لهم.
وتعتبر تلك انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، حيث إنها تتنافى مع بروتوكول الأمم المتحدة الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة الموقع في مايو 2000، بأنه لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف تجنيد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً أو استخدامهم في الأعمال القتالية.