ذات صلة

جمع

من الفائزون والخاسرون باتفاق السلام بين حزب الله وإسرائيل؟

بالتأكيد، حسم اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله...

العمل الأمريكي على إنهاء الحرب في غزة دون سلطة لحماس

مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، وقبيل استلام...

بعد يوم طاحن.. إسرائيل توافق على وقف إطلاق النيران

بينما واصلت القوات الإسرائيلية شن ضربات مكثفة على مواقع...

“السر في صفقات الأسلحة”.. ماذا وراء مساعي تركيا لتأزيم العلاقات بين روسيا وأوكرانيا؟

تتجه العلاقات بين روسيا وأوكرانيا إلى مزيد من التأزم، بفعل التدخلات التركية، والدور الذي يلعبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصعيد الخلاف بين البلدين، ظنا منه أنه بذلك يخدم طموحاته ومشروعاته التوسعية، الرامية إلى السيطرة على مجريات الأمور في منطقة البحر الأسود.

 

فأردوغان الذي يظهر عدم رغبة بلاده في تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، هو نفسه الذي يسعى إلى تأزيم الموقف بين البلدين، بطرق شتى، منها تقديم عرض لأوكرانيا لبيع الأسلحة التركية، في وقت تحشد فيه روسيا آلاف القوات والآليات إلى الحدود مع أوكرانيا، تزايد العنف في منطقة دونباس، وسط تجدد الاشتباكات بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.

 

ومع تضارب المصالح بين دول المنطقة، ومع وجود شكوك في النوايا، تبدو بوادر القلق الروسي من أي تدخل تركي في التوتر القائم بين موسكو وأوكرانيا.

 

وهناك عدد من المؤشرات والدلائل، منها الإعلان عن وصول سفينتين بحريتين أميركيتين إلى البحر الأسود، من خلال عبور مضيق الدردنيل، ويفترض أن السفن التابعة للحلف الأطلسي تتحرك من البحر المتوسط إلى بحر إيجة، وعبر مضيق الدردنيل تدخل إلى بحر مرمرة، ومنه عن طريق مضيق البسفور تدخل إلى البحر الأسود، الذي يعد بحيرة مغلقة على نفسها، تهيمن عليها روسيا، بقواتها العسكرية، لكن مفاتيح تحويل هذه البحيرة إلى بحر مفتوح يسمح بوصول حلف الأطلسي بشكل من الممكن أن يزعج روسيا، تكمن في المضائق الموجودة على الأراضي التركية.

 

وعلى الرغم من وجود معاهدة تحدد كيف يمكن السماح للقوات الأجنبية بإدخال قوات عسكرية إلى هذه المنطقة، لكن روسيا لا تثق كثيرا في تركيا التي هي عضو بالحلف الأطلسي، وعلاقاتها متوترة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وربما تسعى إلى إبداء بعض الليونة لتخطب ود الولايات المتحدة، وهو ما كان دافعا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الاتصال بالرئيس التركي للتأكيد على ضرورة احترام الاتفاقية، فور الإعلان عن وصول السفينتين العسكريتين الأميركيتين.

 

من المؤشرات أيضا الطائرة التركية المسيرة بيرقدار التي غيرت موازين القوى في إدلب السورية، حين منعت تقدم الجيش السوري المدعوم من القوات الروسية، وحافظت على طرابلس في ليبيا من المشير خليفة حفتر المدعوم من روسيا، كما كانت عاملا حاسما في انتصار أذربيجان في حربها المستعرة ضد أرمينيا حول إقليم ناجورنو كاراباخ، حين ساندت تركيا أذربيجان حليفها القوي بالمنطقة، ضد أرمينيا، عدوها التاريخي اللدود، كل هذا دفع أوكرانيا إلى شراء الطائرة في العام 2019، التي شوهدت قبل أيام، وهي تجري عملية استطلاع في منطقة دونباس التى تشهد التوتر الحالي بين روسيا وأوكرانيا.

 

وتدرك روسيا أن أوروبا لا تتحرك عسكريا لمساعدة أوكرانيا، وحلف الأطلسي له حسابات لا يريد من خلالها التصعيد والوقوع في فخ الحرب مع روسيا، بينما دولة مثل روسيا من الممكن أن تلعب على الجانبين، من خلال الاستفادة من بيع مثل هذه الطائرة لأوكرانيا كي تمكنها من مشاغبة وإزعاج الروس، وإلحاق بعض الأضرار وإن كانت أضرارا غير مباشرة على الروس، وإنما حلفائهم الانفصاليين في المناطق المتنازع عليها، وهذا هو ما يزعج روسيا.

 

وعن كيفية استفادة تركيا مما يجري من توترات تسود المنطقة، قال محللون: إن الرئيس التركي يقول إن تعاونه مع أوكرانيا ليس ضد طرف ثالت أي ليس ضد روسيا، لكن هذا التوتر فرصة ذهبية لتركيا، لأنه يذكر حلف الأطلسي والولايات المتحدة بأن تركيا العضو في حلف الأطلسي هي عضو في غاية الأهمية قد يسمح لهم بالوصول إلى البحر الأسود، وهو ما قد يفتح الباب إلى تحسين العلاقات المتوترة بين إدارة أردوغان وإدارة بايدن، وربما يسعى أردوغان للحصول على دعم الولايات المتحدة في مشروع آخر، مثل قناة إسطنبول الجديدة التي ستكون موازيه لممر البسفور، والتي باتت حلما لأردوغان منذ عشرات السنوات، لكنه يواجه معارضة داخلية وخارجية.

 

كما يرى مراقبون أن التوتر يعزز حاجة كييف إلى وجود حليف مثل تركيا، هناك شراكة إستراتيجية على المستوى الاقتصادي، وطموح بأن يصل التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار سنويا، وصراعات عسكرية تركية مع كييف، إلى جانب منطقة للتبادل الحر التي ينوي الطرفان الوصول إليها، بما يعزز الاقتصاد التركي، ويجعل منها قوة إقليمية في منطقة البحر الأسود، مهيمنة ومسيطرة وذات تأثير، كما يسمح لها بدعم التتار الأتراك الموجودين في منطقة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

spot_img