ذات صلة

جمع

من الفائزون والخاسرون باتفاق السلام بين حزب الله وإسرائيل؟

بالتأكيد، حسم اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله...

العمل الأمريكي على إنهاء الحرب في غزة دون سلطة لحماس

مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، وقبيل استلام...

بعد يوم طاحن.. إسرائيل توافق على وقف إطلاق النيران

بينما واصلت القوات الإسرائيلية شن ضربات مكثفة على مواقع...

بوابة السيطرة على الشمال وغنية بالنفط.. لماذا يطمع الحوثي في السيطرة على مأرب

منذ أكثر من شهرين، تكثف ميليشيات الحوثي هجماتها على مدينة مأرب اليمنية، آخر معاقل القوات الحكومية، بينما تصدت لها بقوة القوات الوطنية بالتعاون مع التحالف، لكن الميليشيا المدعومة من إيران ما زالت تضع عينيها على المدينة وتصر على عدم إحلال السلام باليمن.

 

تماطل الميليشيا الحوثية في الاستجابة لمساعي الاستقرار بالبلاد، وخاصة المبادرة التي طرحتها السعودية مؤخرا، حيث يهدفون لاستكمال الحرب بالبلاد بفرض سيطرتهم على مأرب ومنطقة الشمال، بأمر من إيران، التي وجهت بذلك قبل الدخول في أي مشاورات سياسية لحل الأزمة.

 

وفي ٢٢ مارس الجاري، أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، مبادرة تهدف إلى إنهاء الأزمة في اليمن التي دخلت عامها السابع، تمهيدا للحوار السياسي، موضحا أن المملكة تنسق مع الأمم المتحدة لوضع حد للأزمة في اليمن.

 

وتابع وزير الخارجية السعودي: إن المبادرة تشمل فتح مطار صنعاء أمام الرحلات المباشرة، الإقليمية والدولية، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية ثم بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة، بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، مؤكدا أن السعودية تدعو الحكومة اليمنية والحوثيين إلى قبول المبادرة، فهي تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدم ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب اليمني، وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام.

 

وأظهر رد الحوثي رغبتهم وأطماعهم في مأرب لاستكمال الحرب، حيث أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة أنصار الله الحوثية مهدي المشاط، “ثلاث نقاط يجب عدم تجاهلها من قبل أي طرف أو جهة، لإنجاح عملية السلام في اليمن”، على حد قوله.

 

وقال المشاط: إنه يجب الحذر من “الانطلاق من توصيفات خاطئة في عملية السلام، ما سيقود إلى تصورات غير صحيحة وغير واقعية للحل، ولن يخدم تحقيق السلام”، بالإضافة إلى “عدم الربط بين الجانبين الإنساني الذي يخص الشعب اليمني ككل، بملفات الخلاف العسكري أو السياسي”.

 

وأكد “خطورة تجاهل ما صنعته الحرب القاسية من مخاوف وشكوك وتوجس وانعدام ثقة، ومن واقع مأساوي وجراح غائرة وعميقة إلى جانب إغفال التجربة العملية التفاوضية الطويلة، وعدم إدراك أن كل هذه المسائل تمثل السبب الجوهري في فشلها، وستبقى تمثل العائق الأساس في التواصل إلى السلام كحاجة نبيلة وغاية سامية للجميع”.

 

وتظهر تلك التصريحات محاولة الحوثي لعرقلة السلام من أجل السيطرة على مأرب، لفرض قبضتهم على المحافظات الجنوبية بالبلاد.

 

وتضع الحوثي أنظارها على مأرب للاستيلاء على ثرواتها الغنية بالنفط والغاز، فضلا عن أنها تضم أماكن أثرية وسياحية، مثل عرش بلقيس؛ ما يهدد اليمن بخسارة تاريخها العريق.

 

وتعتبر مأرب منطقة صحراوية غنية بالنفط، تبعد نحو 120 كيلومترا شرقي العاصمة صنعاء، ويبلغ عدد سكانها وفق بيانات محلية حوالي 2.7 مليون نسمة بسبب حركة النزوح الواسعة كونها ملاذا آمنا من الحوثي.

 

وفي حال السيطرة الحوثية عليها سيعد ذلك ضربة قوية للحكومة، وفرض قبضة الميليشيات على شمال اليمن بكامله، حيث إن سقوطها يعني طريقا ممهدا نحو محافظات جنوبية مثل شبوة وحضرموت.

 

وتمثل المدينة أهمية إستراتيجية بالغة بالنسبة للقوات الوطنية، فضلا عن أنها من أهم المحافظات المنتجة للغاز والنفط، بالإضافة إلى كونها من أبرز المحافظات الزراعية.

 

كما تعد محافظة سياحية غنية بأهم المواقع الأثرية والتاريخية، ومن أهم معالمها: مدينة براقِش التاريخية وتقع في مديرية مجزر، وعرش الملكة بلقيس ملكة حضارة سبأ، الذي يعتبر الموقع الأثري الأشهر بين آثار اليمن، ويعرف بـ”العمائد”.

 

ومن المعالم المهمة أيضا في محافظة مأرب، معبد أوام، الذي كان مكانا مقدسا تمارس فيه العبادات إلى بداية النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، ويعود إلى زمن المكرب السبئي، وشيد في القرن العاشر قبل الميلاد.

spot_img