يبدو أن الاحتجاجات الحاشدة التي تشهدها الشوارع الإيرانية لم تعد قاصرة على الميادين وأفراد الشعب فقط، وإنما امتدت الخلافات إلى القيادة السياسية، وحتى الحرس الثوري الإيراني نفسه.
وكشفت مجلة “نيوزويك” الأميركية عن وجود خلافات حادة بالحرس الثوري الإيراني مع القيادة السياسية، حيث يسعون للإطاحة بالرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضافت المجلة نقلا عن مصادر أن أعضاء بارزين في الحرس الثوري الإيراني ينظمون اجتماعات استعدادا للانتخابات الرئاسية الإيرانية، لإنهاء ولاية الرئيس المعتدل حسن روحاني.
وتابعت أنه في ظل تلك الخلافات فإنه من المتوقع أن تشهد الانتخابات المقبلة نظامًا أكثر شراسة وصلابة في طهران، مشيرة إلى أنه توجد شخصيات بارزة في الحرس ترغب في استغلال الموجة المحافظة المدعومة من فشل الاتفاق النووي الإيراني، وحملة الضغط الأقصى العقابية التي مارسها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضد طهران، فضلا عن رغبة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي في تأمين مستقبل الدولة الدينية الإيرانية.
وأضافت أنه توجد معارضة قوية للنظام الديني الإيراني، بسبب الحدود الضيقة للديمقراطية الإيرانية، لذلك يسارع المتشددون للتأثير على الشخصيات المؤثرة التي تحمل فكر الحرس الثوري، والذين يصعدون حاليا في المشهد السياسي.
وترى المجلة الأميركية أنه من بين أبرز المرشحين المتوقعين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، هو الجنرال سعيد محمد، الذي يعتبر أحد أصغر جنرالات الحرس الثوري، والمستقيل قبل أيام من منصبه كقائد للهيئة الهندسية لكتيبة خاتم الأنبياء في الحرس، وهو ما اعتبرته سيكون مناسبا بشدة للتنافس، حيث يمتلك معايير الشباب والفكر المتشدد التي يؤيدها خامنئي، فضلا عن أنه يحظى بثقة الملالي.
وأردفت أنه يوجد مرشحون آخرون محتملون من داخل الحرس الثوري الإيراني، أبرزهم حسين داغان وزير الدفاع السابق، وحسين فتاح القيادي البارز في الحرس الثوري ورئيس مؤسسة مصطفزان الخيرية التابعة لخامنئي، بالإضافة إلى إسماعيل كوثري، مستشار قائد الحرس الثوري حسين سلامي.