يشهد إقليم بلوشستان، جنوب شرقي إيران، حالة غضب متأججة منذ الأسبوع الماضي، إثر قتل الحرس الثوري الإيراني عددا من بائعي الوقود دون سبب، في تلك المنطقة الفقيرة في البلاد.
وبدأت موجة الاحتجاجات في بلوشستان منذ يوم الإثنين الماضي، بعد أن قتل ناقلو الوقود الذين كانوا قد احتجوا على إغلاق المعبر الحدودي، وحتى الآن لم يوضح المسؤولون تفاصيل قرار إطلاق النار واتهموا به الجانب الباكستاني.
ولقمع المظاهرات اتخذت السلطات عدة خطوات ضد الشعب، حيث قطعت الاتصال بشبكة الإنترنت، مع تشويش وعرقلة الاتصالات، ما تسبب في اشتعال الغضب بين المواطنين.
ونظم المواطنون في مدن “أسد آباد بهره” و”آشار”، احتجاجات واسعة أمام مبنى قائم مقامية سراوان في بلوشستان، ثم دخلوا إليه وسيطروا على المبنى، بعد سقوط 10 قتلى في سراوان، وأشعلوا النيران في صورة ضخمة للمرشد الإيراني على خامنئي بمدينة زاهدان.
وزعم المسؤولون الإيرانيون وفاة 4 أشخاص، بينهم ثلاثة من تجار الوقود وضابط شرطة، بينما أفادت منظمات حقوقية مقتل 15 تاجر وقود وجرح 10 آخرين خلال فترة الاحتجاجات.
وبينما اعتبر النائب جلیل رحیمي جهانآبادی، عضو التكتل السني في مجلس الشورى الإيراني، أن مقتل بائعي الوقود يعتبر “مجزرة متعمدة”، مشيرا إلى أن الاحتجاجات الحالية هي بسبب انتشار الفقر في هذه المناطق، مضيفا: “لايمكن أن نتوقع سكوت الناس عند تعرضهم للإذلال والإهانة، وعندما يتم إطلاق النار عليهم وقطع سبيل عيشهم الوحيد. طريقة هؤلاء الناس لكسب العيش هي العمل بتجارة الوقود في المناطق الحدودية، أن سكان هذه المناطق يشعرون بالتهميش وأن استمرار القمع سينعكس سلبا على المدى الطويل، مما يجعل المنطقة في مواجهة تحديات أمنية أكثر حدة”.
ووصل الأمر إلى قرار السلطة القضائية الإيرانية بإقامة دعوى ضد المحتجين في محاكم عسكرية، حيث قال النائب العام في بلوشستان علي رضا موسايي، إن أحداث مدينة سراوان، التي راح ضحيتها 10 من ناقلي الوقود برصاص الحرس الثوري، أحيلت إلى المحكمة العسكرية.
وأعلن موسايي أن دخول بعض المحتجين إلى مكتب قائم مقام مدينة سراوان هو “الهجوم المسلح”، متهما المتظاهرين بأنهم “من صنع الأشرار والمعارضين المسلحين”، لذلك “سيتم التحقيق بهذا الحادث بالحساسية والدقة اللازمتين، وعلى وجه السرعة”، وفقا له.
وفي المقابل، أعلنت حملة نشطاء البلوش في إيران، استمرار الاحتجاجات المتفرقة في عدد من مدن إقليم بلوشستان، مضيفة أن السلطات اعتقلت عددا كبيرا من مواطني مدينة زاهدان، ومن المتظاهرين في بلدتي شورو وكورين، منهم بعض الجرحى الذين أصيبوا بالمظاهرات.
فيما نددت منظمات “العفو الدولية و “أرتيكل 19″ و”اكسس نآو” ومجموعة “ميان”، بقطع شبكة شبكة الإنترنت في بلوشستان منذ بداية اندلاع الاحتجاجات وحتى الآن.
وأبدت شبكة “مراسلون بلا حدود” رفضها التام لقطع الإنترنت في إقليم بلوشستان، لمنع المواطنين من نقل المعلومات المستقلة بشأن الانتفاضة التي بدأت بعد مقتل العديد من المدنيين على يد الشرطة، وقمع السلطات الإيرانية للمواطنين.