انتهاكات جسيمة وسفك الدماء واستغلال الأطفال وتجنيدهم وسرقة المساعدات الإنسانية واعتقال المواطنين وهدم المنازل والسطو على السلطة وشن الغارات داخل وخارج البلاد، جرائم عديدة ترتكبها ميليشيات الحوثي في اليمن باستمرار، كل يوم دون هوادة أو إنسانية أو سياسية، تبتعد كثيرا عن الدين الذي يتخذونه كرداء مزيف لأفعالهم الشنيعة.
أشاع الحوثي الكثير من الجرائم في كل بقعة اليمن الخاضعة لسيطرتهم، حتى باتت أزمة اليمن من الأسوأ بالعالم إنسانيا الآن، وفقا للأمم المتحدة، حيث أصبح نحو 80% من اليمنيين يعتمدون على المساعدات الإغاثية، و50% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية.
وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، تكثف ميليشيات الحوثي من هجماتها على مدينة مأرب، آخر معقل لقوات حكومة هادي بشمال اليمن، الواقعة على بعد نحو 120 كلم شرقي العاصمة صنعاء، أهم معاقل القوات الشرعية، لتشهد أيضا انتهاكات جسيمة.
وقبل ساعات، أعلن وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، أحمد عوض بن مبارك، أن هجوم الحوثي على محافظة مأرب، انكسر أمام قوات الجيش اليمني التابعة للحكومة الشرعية، مضيفا أن “الحوثيين يقابلون الجهود الأممية والأميركية لإحلال السلام في اليمن بتصعيد عسكري في محافظة مأرب، واستهداف للأعيان المدنية ومعسكرات اللاجئين”.
ورغم ذلك إلا أن الميليشيات الإرهابية ما زالت مستمرة في جرائمها، حيث أسقطت صاروخا باليستيا على حي سكني في مأرب، بالتزامن مع تصعيد على جبهات جنوب المدينة.
وفي ظل ذلك، حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن التصعيد العسكري في مأرب تسبب بنزوح آلاف اليمنيين، مبدية تخوفاتها من تحول ناقلة صافر إلى قنبلة موقوتة تهدد بكارثة بيئية غير مسبوقة، ووقوع كارثة إنسانية وشيكة قد تحل بالمدينة جراء الهجوم العسكري.
كما صعد الحوثي من هجماته العشوائية دون أي احترام للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني والمخاطر المترتبة على قصف تجمعات السكان المدنيين؛ ما تسبب في تضرر ما يقارب مليوني نازح بين أكثر من 90 مخيما، منهم 965 ألف طفل و429 ألف امرأة، كانوا هربوا مسبقا إلى مأرب خوفا من بطش الميليشيا؛ ما أجج مخاوف هروبهم مجددا بشكل جماعي من المدينة دون ممرات آمنة أو ضمانات بعدم تعرضهم لعمليات انتقامية.
كما عرقل الحوثي وصول المساعدات الإغاثية إلى النازحين وتهديد حياتهم على نحو مباشر، والتي يعتمدون عليها بشكل مباشر.
لم يقتصر الترويع على ذلك فقط، وإنما تجاوزت الميليشيات كل القيم العربية والإسلامية، حيث تعمدت محاولة إثارة حمية قبائل اليمن والزج بهم لحرب أهلية بمأرب عبر الترويج لكذبة اختطاف نساء، بعدما انتهكت حرمات المنازل ومارست بحق المرأة أبشع الجرائم والانتهاكات، وزجتهن لسجون سرية، ليعايشن مختلف أنواع التعذيب النفسي والجسدي والاغتصاب.
وأسفرت تلك الهجمات عن اندلاع معارك عنيفة، عن سقوط المئات من الحوثيين، والقيادات الميدانية في جبهات “صرواح والمخدرة والكسارة”، وقطعت قوات الحوثي خطوط إمداد في مديرية العبدية الواقعة على بعد نحو 50 كلم جنوبي مأرب، لفرض السيطرة عليها، مع شن هجمات أخرى.