يشن المجتمع الدولي حاليًا هجومًا ضخمًا على الرئيس الصومالي عبدالله فرماجو، مع تصاعد الخلافات الحادة بالبلاد، واختراقه للقوانين والدستور بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية خلال الشهر الجاري، لرغبته في الاستمرار بالحكم والسيطرة على البلاد.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 8 من فبراير الجاري، ولكن قبل أيام أعلن فرماجو تأجيلها بذريعة انهيار المباحثات بين ساسة بارزين، مع استمراره في الحكم حتى يحل محله رئيس منتخب، بينما رفضت المعارضة اعترافها بفرماجو رئيسًا منذ موعد الانتخابات التي لم يتم إجراؤها.
وتفاقمت الخلافات بالصومال، إثر ذلك، حيث جرت معركة بالأسلحة النارية بين مقاتلين موالين للحكومة وآخرين تابعين للمعارضة، وأغلقت بعض الإدارات، بينما تصاعد القلق من استغلال الاشتباكات لصالح حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ومنذ ساعات، سمع دوي أصوات طلقات الرصاص والانفجارات، ما أجج القلق من عودة شبح الحرب الأهلية والهجمات الإرهابية، قبل أن يتبين أن قوات خاصة تدربها تركيا تقف وراء ذلك الأمر.
فيما أكد مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة المعارض أن الرئيس المنتهية ولايته “هو المسؤول عن أحداث العنف في مقديشو”، مشددًا على أن ما تشهده البلاد: “هو جريمة شنيعة لعناصر موالية لفرماجو تقمع المواطنين، وستتم محاسبة فرماجو ومعاونيه على تلك الجرائم وانتهاك القانون والاعتداء على عرض وحرية المواطن الصومالي”.
وأضاف أن “فرماجو لا يريد الأمن والاستقرار للبلاد، ولا يريد انتخابات نزيهة تكون الفرص فيها متكافئة ما بين المرشحين، ويرى أن بإمكانه البقاء في السلطة دون شرعية دستورية”، متعهدا بـ”استمرار تنظيم مظاهرات دستورية سلمية رافضة لنظام فرماجو لمنع خلق ديكتاتورية في البلاد”.
وفي خلال ذلك، هاجم الإعلام الأميركي الرئيس الصومالي المنتهية صلاحيته، حامل الجنسية الأميركية أيضا، بشدة، بطريقة اعتبرها الكثيرون أنها رسالة حادة وصارمة له من واشنطن.
ورغم تلك الحملة الإعلامية الشرسة ضد فرماجو والأوضاع بمقديشو، إلا أن إلهان عمر، النائبة الصومالية بالكونغرس الأميركي، اختفت تماما عن الساحة، على خلاف عادتها، ولم تكتب أو تصدر تصريحا عن الأمر حتى الآن، وتجاهلت الأحداث ببلادها، وهو ما رسخ المتداول عن كونها داعمة ومتواطئة مع نظام فرماجو.
وعلق موقع “سي إن إن” على تلك الأحداث، عبر عدة أخبار، على رأسها، نقله لتصريح الرئيس الأميركي جو بايدن، أكد خلال اجتماع أمني سابق له، أبدى قلقه فيه للأوضاع بالصومال، والتي اعتبر فيها التجاوزات الحالية أمرا مرفوضا.
كما أكد بايدن أنه غير مقبول استمرار نظام واحد بالبلاد لمدة 30 عاما، موضحا أن ترسيخ الديمقراطية يجب أن يتم وفق الانتخابات وحرية التعبير.
بينما أولت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، اهتماما كبيرا بالصومال، وتطورات الأوضاع بها، واعتبرت أن الأزمات المتفاقمة الحالية هي بسبب قرار الرئيس فرماجو بتأجيل الانتخابات، لرغبته في استمراره بالحكم بعد 4 سنوات رئاسية.
وأضافت أن الاشتباكات المسلحة التي تشهدها مقديشو تدفع الأزمة السياسية والوضع الحالي إلى مرحلة جديدة خطيرة، لاسيما بعد قرار الحكومة بالإغلاق والذي يعد غطاء بشكل ظاهري لأجل التباعد الاجتماعي، ولكن هدفه الحقيقي هو عرقلة المظاهرات المعارضة، في ظل الأزمة الدستورية منذ ما يقرب من أسبوعين.
واعتبرت أن ما تم إعلانه بشأن فشل المفاوضات لتحديد الانتخابات، تسبب في حالة العنف الشديدة بالبلاد حاليا، والتي يمكن أن تتسبب في زعزعة الاستقرار واستغلال حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة، في ظل سحب الولايات المتحدة لمستشاريها من الدولة في آخر قرار لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قبل مغادرته عن منصبه.