يبدو أن الأزمة الدبلوماسية الضخمة بين أميركا وتركيا، ستمتد للعام الحالي ولإدارة الرئيس الجديد جو بايدن، لتزداد الأمور تعقيدا يوما بعد يوم.
بسبب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتخذ ضده بايدن موقف منذ توليه منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما، حيث وصفه بالحاكم المستبد، وتجاهله حتى الآن رغم مساعي أردوغان الضخمة للتقارب مع بايدن، بتعيين سفير لأنقرة مقرب من وزير الخارجية الأميركي الجديد، ثم الإدلاء بعدة تصريحات لإبداء رغبته في تحسين العلاقات.
ورغم ذلك، لم تسر الأمور على وفاق مع أميركا، حيث نددت واشنطن بتدخلات تركيا في ليبيا وسوريا ودعتها لوقف نقل المرتزقة والأعمال الإرهابية ومخالفة انتهاك القانون الدولي والحروب التي تشنها أنقرة خارج أراضيها، لتصل التعقيدات إلى العراق حاليا.
وظهرت آخر المواقف الأميركية الرافضة لتركيا، عبر دعوة واشنطن، أنقرة لاحترام سيادة العراق، ردا على عمليات عسكرية جديدة أطلقتها تركيا بإقليم كردستان العراقي منذ يومين.
وأكدت الخارجية الأميركية كونها مطلعة على التقارير الإخبارية الخاصة بالعمليات التركية هناك، مضيفة: أن “أي أنشطة عسكرية داخل العراق يجب أن تراعي احترام سيادة أراضيه”.
وفي الوقت نفسه، طالبت كتلة نيابية عراقية، السلطات في بغداد بضرورة اتخاذ “موقف مسؤول” والتحرك دوليا لردع العدوان التركي على سيادة البلاد، حيث تتولى جمع تواقيع أكثر من 50 نائبا، لتقديم طلب لرئاسة مجلس النواب لعقد جلسة برلمانية بشأن موضوع التوغل التركي في الأراضي العراقية.
وندد النائب عن “تحالف الأمل الكردستانية”، سركوت شمس الدين، بشن الجيش التركي عدوانا على أراضي الإقليم منذ أيام، عبر قواته البرية والجوية بعمق عشرات الكيلومترات، في خرق صارخ وفاضح لسيادة العراق ومخالفة واضحة للقوانين الدولية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء الماضي، إطلاق حملة عسكرية في شمال العراق باسم بـ”مخلب النسر 2″، بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لنظام أنقرة.
وتعد تلك العملية استكمالا للانتهاكات العسكرية التي أطلقها رجب طيب أردوغان في يونيو الماضي؛ ما أثار غضب العراق وقتها وتم استدعاء السفير التركي وتسلم رسالة احتجاجية.
وعقب العملية الجديدة، ردت قوات الدفاع الشعبي الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، مساء أمس الجمعة، بتصفية 30 جندياً تركياً خلال اشتباكات في شمال العراق.
واتهم العمال الكردستاني، في بيان، وزارة الدفاع التركية بالعمل على تشويه الحقائق وإخفاء عدد ضحاياها في العراق.