ناقش وزراء الخارجية العرب التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، والتي تستوجب وجود موقف عربي جامع يحول دون التدخلات الخارجية في الشأن العربي ويحقق الحماية للأمن القومي العربي ويخدم المصالح العربية المشتركة.
وأكدوا ضرورة استعادة الزخم للعمل العربي المشترك استنادا إلى رؤية تواكب التطورات وتسعى لتحقيق مصالح الشعوب العربية في عالم متغير تتعدد فيه التحديات، وإلى مبدأ سيادة القرار للدول العربية، مع التمسك الكامل بالقضايا المبدئية والحقوق الثابتة التي لا تتغير مع الظروف وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، دعم الجهود للوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى دعم إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
وأضاف وزير الخارجية السعودي، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب: “ندعم الحلول السياسية لحل أزمات المنطقة”، متابعا: نرحب باختيار السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، مطالبا المجتمع الدولي بوضع حد لانتهاكات إيران وتهديدها للمنطقة، موضحا أن النظام الإيراني يهدد أمن واستقرار الدول العربية عبر ميليشياته.
وتابع: “ندين استهداف الحوثيين للمنشآت المدنية، موضحا أنه يجب أن تكون الدول الأكثر تأثرا بتهديدات إيران طرفا بأي اتفاق مستقبلي”.
ولفت فيصل بن فرحان، إلى أن الأنشطة النووية والصواريخ الباليستية الإيرانية تهدد الأمن الإقليمي، قائلا: “نرحب بتطبيق الأطراف اليمنية اتفاق الرياض”.
وثمن وزير الخارجية السعودي حرص الأطراف اليمنية على مصلحة بلادهم، موضحا أن الدول العربية متكاتفة لمواجهة التحديات.
كما أكد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، أن النظام الإيراني تدخل بشكل سافر في شؤون الدول العربية.
وقال مبارك، في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية، إن النظام الإيراني هدد سلامة الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة بالمنطقة.
وأضاف: أن الميليشيات الحوثية حاولت من هجومها الإجرامي على مطار عدن إفشال اتفاق الرياض.
ووجه وزير الخارجية اليمني الشكر لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية لعمله لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ودعا لتكثيف العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تمس أمننا القومي وسيادتنا.
وحذرت الحكومة اليمنية من التراجع عن تصنيف الحوثيين ككيان إرهابي، مؤكدة أنه سيطيل أمد الحرب وسيمثل هدية مجانية لنظام طهران.
وأعربت الحكومة على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، عن الأسف وخيبة الأمل إثر ما وصفته بـ”التوجهات للتراجع عن تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية”.
واعتبرت أن ذلك “سيرسل إشارات خاطئة للانقلابيين وخلفهم إيران بمواصلة نهج التصعيد والجرائم والانتهاكات ضد المدنيين”.
كما قال السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، يحمل رسالة مهمة للعالم بأسره، أن الدول العربية تتحدثُ بصوت واحد عندما يتعلق الأمر بفلسطين.
وأكد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، أنه لم تكن هناك قضية محل إجماع عربي في تاريخ هذه المنظمة الإقليمية العريقة قدر القضية الفلسطينية.
وأضاف: “ستظل هذه القضية في قلب الهموم العربيةِ إلى أن تُحَل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأوضح أبو الغيط، أن منطقتنا تقف على أعتاب مرحلة جديدة ما زال الجميع يتلمس ملامحها ويستكشف أبعادها. ولا شك أن التحديات التي يتعرض لها أمنُنا القومي العربي، لا يُمكن مجابهتُها والتصدي لها سوى بمنطق جماعي، وبعملٍ مشترك، يتأسسُ على نظرةٍ شموليةٍ للأمن العربي.
وقال: “يتعين على المجتمع الدولي بدوره أن يضعها على قمة أجندته، فتحقيقُ تسويةٍ دائمة وعادلة لهذا النزاع الطويل كفيلٌ بأن يخلق ديناميكية جديدة في المنطقة كلها، بما يطلق الطاقات، ويرسم مستقبلاً أفضل لأجيال تريد العيش بسلام وأمن، ولكن السلام الذي يتأسس على الحق هو وحده ما يستمر، والأمن الذي يرتكز على العدل هو فقط الذي يدوم.
فيما أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات العربية المتحدة، خلال مشاركته اليوم في اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على استمرار دولة الإمارات في القيام بدور إقليمي فاعل لإعادة الاستقرار إلى المنطقة العربية، وعلى أهمية تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة الأخطار والتحديات المشتركة التي تستهدف الأمن القومي، وعلى دعم الإمارات الراسخ للثوابت تجاه القضية الفلسطينية.
وقال قرقاش في كلمة ألقاها خلال ترؤسه وفد الدولة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورة غير عادية: إن تزايد حجم التحديات والأزمات التي تواجه منطقتنا العربية استوجب انعقاد هذا الاجتماع للبحث في عمل جماعي، وتعزيز التعاون والتنسيق للتعامل معها بـعقلانية وحكمة واتزان، مشددا على ضرورة تغليب الحلول السياسية والجهود الدبلوماسية في حل الأزمات التي تعيشها المنطقة لتحقيق أسس التنمية والأمن والاستقرار والسلام والدفع باتجاه تعزيز العمل العربي المشترك، وبما يحصن الوضع العربي، ويؤمن حماية الأمن القومي العربي، ويصد مخاطر التدخلات الإقليمية والدولية في الشؤون العربية، ويحافظ على قوة وتماسك مؤسسات الدولة الوطنية وسيادة قراراتها، ويعلي من شأن خدمة المصالح العربية المشتركة.
وجدد وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وفي ظل التطورات الجارية في المنطقة تؤكد على موقفها الراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعمها كل الجهود العاملة على تحقيق هذا الهدف المتوافق عليه عربياً ودوليا، ومواصلة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة.
وأكدت كلمة الدولة على دعم الإمارات كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، وعلى ضرورة وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين على حدود العام 1967 مع التركيز على خلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق سلام عادل وشامل.
ولفت الدكتور أنور بن محمد قرقاش خلال كلمته أمام الاجتماع إلى أهمية انتهاز كل الفرص المواتية لخلق زخم دولي جديد لكسر الجمود في العملية السياسية وإعادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المتفق عليها دوليا والتي أكد أنه لا يمكن الاستغناء عنها، مشيرا إلى مواصلة دولة الإمارات تقديم الدعم اللازم لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، وتمكينه من بناء دولته، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة أسوة بكل الشعوب.
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية استمرار مساعي دولة الإمارات ودورها الإقليمي الفاعل لإعادة الاستقرار إلى المنطقة العربية، لتنعم شعوبنا العربية بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة بعد سنوات من غياب الأمن والاستقرار.