بعد ساعات من اختفائه، تم العثور على جثمان الباحث والناشط السياسي لقمان سليم الذي عُثر عليه مقتولاً، لتسود حالة من الغضب والحزن البالغة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت وسائل إعلام لبنانية، صباح اليوم، العثور على الناشط لقمان سليم، الذي يعد من أشد منتقدي حزب الله، مقتولاً، بجنوبي البلاد.
وأضافت وسائل الإعلام: إنه تم العثور على جثمان سليم في سيارته بين قريتَي العدوسية وتفاحتا، في منطقة قريبة من طريق الأوتوستراد، مع آثار طلقتين بمركبه.
وتم فقدان سليم والاتصال، منذ مساء أمس، خلال زيارته لصديق له في إحدى القرى بجنوب لبنان، معقل حزب الله، ثم تم العثور عليه مقتولاً صباح اليوم.
وعقب اختفائه، أعلنت رشا سليم فقدان الاتصال بشقيقها لقمان بعد خروجه من منزل أحد أصدقائه في بلدة صريفا بقضاء صور، حيث كتبت على حسابها بموقع “فيسبوك”: إن “لقمان لا يجيب على هاتفه منذ المساء”.
ولاحقًا تم العثور على هاتف سليم في حقل ببلدة صريفا، ما أثار شكوكًا حينها بشأن اختطافه بين عائلته والمقربين منه، حيث كتبت رشا: “وجدنا الهاتف في نيحا الجنوب، ولم نجد لا السيارة ولا لقمان.. أين لقمان؟”.
وفي ظل ذلك تضاعفت الترجيحات بشأن تورط حزب الله في مقتل لقمان سليم ليتخلص من أحد أبرز معارضيه بلبنان، خاصة لوجود تأكيدات بمقتل الناشط برصاصتين في الرأس.
وبرزت تلك الاتهامات بتورط حزب الله منذ الإعلان عن خبر اغتيال سليم، خاصة من قبل أصدقائه وإعلاميين وساسة، حيث كتب المحلل السياسي مكرم رباح، عبر حسابه بموقع “تويتر”، أن: “رفيقي وصديقي المناضل لقمان سليم فُقد أثناء عودته من زيارة في الجنوب… أحمل مسؤولية سلامته لقوى الأمر الواقع (حزب الله) والدولة اللبنانية”.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي توجه الاتهامات لحزب الله باغتيال معارضين له، فضلاً عن عرقلته للتحقيقات بالقضية ليتم غلقها دون التوصل إلى أي نتيجة أو مسؤول عن الحادث، وهو ما أصبح يعتبره اللبنانيون سياسة ممنهجة من حزب الله ضد منتقديه ومعارضيه.
وسبق أن تعرض لقمان سليم كثيرًا للعديد من محاولات التشويه واتهامات بالعمالة من أنصار حزب الله، وفي 13 ديسمبر الماضي، ظهر على سور بيت عائلته شعارات تهديدية، كما سبق أن كشف الراحل تعرضه لتهديدات بالقتل في أكثر من مرة.
وفي أبرز ردود الفعل حول تلك الجريمة، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي في تصريحات صحفية، أن: “ما حصل اليوم جريمة مروعة ومدانة”، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالات مع قادة أجهزة الأمن لمتابعة تداعيات اغتيال لقمان سليم.
كما مدد تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، “بأشد عبارات الاستنكار هذه الجريمة النكراء”، محذرًا من مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، وطالب الجهات المختصة الأمنية والقضائية الشرعية بجلاء الحقيقة بأسرع وقت.