لا تزال فضائح النظام التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تتكشف الواحدة تلو الأخرى، بمرور الأيام، التي ربما لا يزال في جعبتها كثيرا مما تخفيه عن ارتباط أردوغان ونظامه بالتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم “داعش”.
فبحسب تقرير لموقع “نورديك مونيتور” السويدي الاستقصائي، تم الكشف عن أن صينيا من الإيغور، ينتمي لتنظيم “داعش” الإرهابي، على صلة بواحدة من أكثر الهجمات الإرهابية الدموية في تركيا، كان أحد الذين حشدتهم المخابرات التركية في الشوارع، دعماً لأردوغان في مواجهة محاولة الانقلاب التي جرت في عام 2016.
وأكد الموقع السويدي أنه وفقاً للوثائق التي حصل عليها، تضمنت اعترافات عضو التنظيم الإرهابي، أبو العز عبدالحميد، أمام محكمة الجنايات التركية، في ديسمبر من عام 2017، أنه “استجاب لنداء الرئيس أردوغان، الذي طلب من مؤيديه التعبئة في الشوارع” بعد محاولة الانقلاب.
وأضاف عضو تنظيم “داعش” الإرهابي: “دخلت إلى سوريا وخرجت منها بشكل غير قانوني في شهر أبريل من عام 2015، بعدما اتصل بي أصدقائي في سوريا وقالوا لقد عُذبت هناك في الصين، تعال إلى هنا، وإذا كنت تريد الذهاب إلى الصين لفعل شيء، فاحصل على التدريب على الأسلحة هنا أولا، وبالتالي عندما تذهب إلى الصين، يمكنك أن تفعل شيئا”.
وتابع الداعشي: “ذهبت إلى سوريا بفكرة أن أفعل شيئا ما في المستقبل ضد الاضطهاد الصيني للإيغور المسلمين، فمكثت هناك لمدة 15 يوما ثم عدت إلى تركيا”.
وأشار الداعشي الصيني إلى أنه كان من بين الذين نزلوا إلى شوارع تركيا، استجابة لمطالبات الرئيس أردوغان، بعد محاولة انقلاب 2016.
وأكد الداعشي على ولائه لتركيا، لافتا إلى أنه التحق بلواء السلطان عبدالحميد، الذي يحظى بالدعم التركي في سوريا.
وجرى اعتقال أبو العز عبدالحميد وعمر عاصم، من قبل أجهزة الأمن التركية، بعد الاشتباه في صلتهما بجريمة الملهى الليلي في إسطنبول، ليلة رأس السنة.
وأعلنت السلطات التركية اعتقال صينيين من الإيغور، وقالت إن المشتبه بهما بقيا رهن الحبس الاحتياطي بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية مسلحة، وتقديم المساعدة في 39 جريمة قتل.
وقالت السلطات التركية: “نعتقد أن الرجل الذي قتل 39 شخصا في الهجوم على الملهى الليلي في إسطنبول من الإيغور”.
وكشفت الوثائق المسربة من ملفات المحكمة أن “المتهم الداعشي الذي يحمل جواز سفر صينيًا رقم G36157861، سبق اعتقاله في 16 ديسمبر من عام 2016، في أنقرة، عندما كان ينتظر في محطة الحافلات الرئيسية لاستلام مسدس أرسل من محافظة قونية، معقل حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يترأسه أردوغان وتنشط فيها خلايا تنظيم القاعدة الإرهابي، وتنظيم داعش الإرهابي.
وبحسب “نورديك مونيتور” كشفت وثائق مؤرخة في 6 يونيو من عام 2017، أن المتهم الداعشي كان قيد التحقيق بالفعل قبل الهجوم الدموي في ليلة رأس السنة الجديدة لداعش على ملهى رينا الليلي في إسطنبول، على يد عبدالقادر مشاريبوف الذي أدى إلى مقتل 39 شخصا.
في إطار التحقيق في الهجوم على ملهى رينا، كشف تقرير لهيئة التحقيق في الجرائم المالية بتركيا، أن الداعشي أبو العز عبدالحميد، أرسل 947 دولارا لرجل يدعى نافروز قاسموف، وهو أحد مقاتلي داعش، الذي اعتقل أثناء محاولته العبور إلى سوريا، بعد إطلاق سراحه في تركيا خلال شهر من عام 2016.
وأكد التقرير أن الداعشي أبو العز عبدالحميد، كان يمول عمليات تنظيم “داعش” داخل تركيا وخارجها.
وأكد الموقع السويدي، في تقريره، أن السلطات التركية أبقت الداعشي أبو العز عبدالحميد قيد الاحتجاز لفترة كافية لإعلانها في أعقاب هجوم رينا، لكنها كانت على علم بعلاقته الوثيقة بتنظيم “داعش” قبل الهجوم الإرهابي.
كما أوضح الموقع السويدي أن اعتراف المتهم الداعشي، بولائه لتركيا، ونزوله إلى الشوارع دفاعا عن أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن المخابرات التركية، متورطة في حشد الجماعات الإرهابية والمتطرفة ليلة الانقلاب، لخلق مشهد من الفوضى في الشارع التركي.