ذات صلة

جمع

بعد يوم طاحن.. إسرائيل توافق على وقف إطلاق النيران

بينما واصلت القوات الإسرائيلية شن ضربات مكثفة على مواقع...

روسيا: نقل أسلحة نووية إلى كييف يهدد بصراع من نفس النوع

شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في الصراع الروسي الأوكراني...

مصادر: ” نعيم قاسم” يختار “محمد رعد” نائبًا له بحزب الله

يتجه نعيم قاسم الأمين العام الجديد لحزب الله اللبناني...

قبل عيد الشكر.. ضغوط على تل أبيب لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله

توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار...

كيف استغل أردوغان أزمة أذربيجان لتحقيق أطماعه في منطقة القوقاز؟

في الوقت الذي يدعي فيه مساعيه لإصلاح العلاقات الدبلوماسية لبلاده التي أفسدها طوال أعوام، بعد أن أثار الأزمات العالمية في سوريا وليبيا وشرق المتوسط، وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عينه حاليًا على القوقاز.

 

يحاول أردوغان الزحف إلى منطقة القوقاز وبسط يده عليها عبر كل السبل، رغم محاولات روسيا إبعادها عن تلك المنطقة التابعة لسيطرتها، إلا أن تركيا تمكنت من ذلك مؤخرًا بعد الانتصار لحليفتها أذربيجان، لمعاداة أرمينيا بسبب الصراع القديم الخاص بالإبادة الجماعية للأرمن.

 

واستغلت تركيا ذلك التقارب مع أذربيجان للتمدد العسكري في أذربيجان، تحت ستار خفي تمثل في البداية بوجود دائم واستثمارات متنوعة، ثم مرصد “تركي – روسي” يبقي عين أنقرة على القوقاز.

 

ويأتي ذلك في إعلان، وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أن مركزا تركيًا روسيًا مشتركًا لمراقبة وقف إطلاق النار في ناجورنو قرة باغ سيبدأ العمل قريبا، مضيفا أن عسكريين أتراكًا سيعملون في المركز لدعم جهود ضمان استمرار وقف النار.

 

واتجهت تركيا وروسيا إلى إنشاء هذا المركز المشترك، بهدف مراقبة وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين أذربيجان وأرمينيا في نوفمبر الماضي.

 

ووفقا للكاتب التركي في صحيفة “أحوال” إدوارد ستافورد، فإن الرئيس أردوغان ليس راضيا عن نتائج بلاده فيما يخص توسيع نفوذها في بحر إيجه وشرق المتوسط، حيث كان يأمل الوصول إلى هدفه أصعب مما شهد في ليبيا وسوريا، لذلك قرر دعم جهود الرئيس إلهام علييف في صراع أذربيجان مع أرمينيا المستمر لعقود.

 

وأشار إلى استغلال قلة المؤيدين السياسيين الغربيين لأرمينيا، ووضعها داخل المجتمع الديني والثقافي الغربي، لذلك واجه أردوغان فقط المصالح الروسية لتوسيع نفوذه في القوقاز.

 

وعبر تحقيق تلك المساعي، تمكنت أنقرة من تحقيق عدة أهداف في القوقاز، حيث تم عقد العديد من صفقات الأسلحة ذات الأرباح العالية لصناعة الدفاع، بالإضافة إلى نشر أفكار القومية التركية، وجذب الآذريين إلى التعرف على تقاربهم الطبيعي مع الأتراك واحتضانهم، وهي دعوة يساعدها التقارب بين اللغتين.

 

كما لعبت تركيا دور المراقب في المنطقة وهو ما لا يتفق مع حقيقة أطماعها، كونها ليست طرفًا حياديًا في هذا النزاع، بل وقفت بكل طاقاتها وإمكاناتها إلى جانب أذربيجان.

 

وبعد اندلاع الأعمال الحربية، أبدى أردوغان دعمه الكامل للموقف الأذربيجاني، متجنبًا دور الوسيط بين الأطراف المتحاربة، بينما دعت الولايات المتحدة مجموعة مينسك للتوسط، وقدمت الصين مساعيها الحميدة، ودعت روسيا إلى الهدوء وإنهاء القتال، وعرضت إيران التوسط في المحادثات.

 

وفي ذلك الوقت، نصبت تركيا نفسها إلى جانب طرف واحد في النزاع، حيث ساهم أردوغان في تأجيج النزاع للتعزيز من مكانته في أذربيجان ونفوذه السياسي في منطقة القوقاز، وذلك عبر تقديم الدعم لعلييف بتوفير الأسلحة والدعم الجوي والاستخبارات العسكرية ونقل المقاتلين غير النظاميين، ما ساعد في ترسيخ صورته كمدافع عن الشعوب ضد مناهضي الأتراك المدعومين من الغرب.

spot_img