الحصول على قواعد عسكرية جديدة بإفريقيا، هي واحدة من أبرز مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتوسيع نفوذه وتحقيق أوهامه بالسيطرة على أجزاء جديدة بالقارة السمراء، ليتجه إلى تونس من أجل تحقيق ذلك الغرض، في ظل علاقاته القوية مع راشد الغنوشي رئيس البرلمان وحزب النهضة الإخواني.
برزت تلك المساعي من خلال المناورات المشتركة، الأولى من نوعها، التي أجرتها القوات الخاصة التونسية والتركية على مدى الأسبوع الماضي، والتي أثارت استياء في المجتمع التونسي، لرفض استغلال أي تعاون بهدف إقامة قواعد عسكرية تركية في البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع التونسية، انتهاء تدريبات عسكرية مشتركة لقواتها الخاصة في تركيا، بينما أكدت نظيرتها التركية أنه من المقرر استمرار هذه المناورات بين البلدين في السنوات القادمة.
ومن ناحيته، أشاد وزير الدفاع التونسي إبراهيم البلتاجي خلال لقائه مع السفير التركي في تونس علي أونانير، بما وصفه بدعم أنقرة المستمر لتونس في المجال العسكري، مبديا أمله في مزيد من تطوير التعاون العسكري في مجالات التكوين والصناعات العسكرية ونقل التكنولوجيا والصحة العسكرية واستكشاف مسالك جديدة لهذا التعاون بما يستجيب لحاجيات المؤسستين العسكريّتين التونسية والتركية.
بينما أكد مراقبون أنّ هذه التدريبات ما هي إلا خطة وضعها أردوغان كبداية إعلامية، من أجل التحايل على حظر نقل الأسلحة لحكومة الوفاق الليبية عبر الحدود التونسية.
كما أن ذلك يأتي في ظل محاولات أردوغان العديدة لجذب الرئيس التونسي قيس سعيد، منذ وصوله للحكم، عبر زيارات لتونس ومحاولات تقديم الدعم، وفي الوقت نفسه يسلط راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية الموالية لأردوغان، جهوده لزيادة التعاون مع حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا.
وتبدو تلك المساعي التركية واضحة دوليا تجاه تونس، لذلك حذر مركز “غلوبال ووتش أناليز” الفرنسي للبحوث والدراسات، من خضوع السلطات التونسية لرغبات الرئيس التركي، كونه يسعى لعودة ما أسماه الوصاية العُثمانية والتاريخ المُظلم لتونس، مشيرا إلى أن الدولة الإفريقية من الممكن ألا تجد مهربا من الخضوع لضغوط أردوغان بدعم التدخل التركي في ليبيا لصالح ميليشيات حكومة الوفاق، وتحديدًا من خلال فتح مطار مطماطة في مدينة قابس جنوب شرق تونس، أمام الطائرات العسكرية التركية.
وأكد المركز أن أردوغان طلب من تونس ألا تظل مُحايدة وأن تفتح له بعض مطاراتها، فضلا عن تجاهل أزمة هجرة الشباب التونسي للانضمام إلى ساحة المعركة الجهادية بقيادة أردوغان الداعم الأكبر لتنظيم الإخوان المسلمين، فضلاً عن أن يهدف لتحويل تونس إلى مقاطعة عثمانية مجددًا.