ذات صلة

جمع

بعد يوم طاحن.. إسرائيل توافق على وقف إطلاق النيران

بينما واصلت القوات الإسرائيلية شن ضربات مكثفة على مواقع...

روسيا: نقل أسلحة نووية إلى كييف يهدد بصراع من نفس النوع

شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في الصراع الروسي الأوكراني...

مصادر: ” نعيم قاسم” يختار “محمد رعد” نائبًا له بحزب الله

يتجه نعيم قاسم الأمين العام الجديد لحزب الله اللبناني...

قبل عيد الشكر.. ضغوط على تل أبيب لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله

توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار...

بين رفض الاتفاق المغربي وتوددهما لإسرائيل… تركيا وقطر نموذج الازدواجية السياسية

منذ الشهر الماضي، مع إعلان الاتفاق بين المغرب وإسرائيل واستئناف العلاقات بينهما، في ظل الاتفاقيات التي تشهدها المنطقة لإحلال السلام والاستقرار وتجنب الأزمات الإقليمية، ظهرت حالة من الرفض بين التيارات الإسلامية في تركيا وقطر، رغم أن الدولتين أنفسهما تجمعهما علاقات قوية مع تل أبيب.

 

في 22 ديسمبر الماضي، وقعت المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، على إعلان ثلاثي مشترك في العاصمة الرباط، أثناء الزيارة الرسمية للوفدين الأميركي والإسرائيلي برئاسة مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، والمستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي مائير بن شبات.

 

ووقّع المسؤولان الأميركي والإسرائيلي ورئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني على هذا الإعلان إثر اجتماع مع الملك محمد السادس.

 

وقال ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في المؤتمر الصحفي المشترك بين ممثلي الدول الثلاث، إن إقامة علاقات دبلوماسية سلمية ودّية وكاملة بين المغرب وإسرائيل لخدمة السلام في المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المغرب وإسرائيل اتفقا على إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب خلال الأسبوعين المقبلين، معتبراً أن “اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء إنجاز جيوسياسي للرباط”.

 

وبموجب الإعلان الثلاثي، تم التوافق على عدة محاور منها الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بين البلدين مع فتح حقوق استعمال المجال الجوي، بالإضافة إلى الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين مسؤولي البلدين وإقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة، فضلاً عن تشجيع تعاون اقتصادي ديناميكي وخلاّق ومواصلة العمل في مجال التجارة والمالية والاستثمار وغيرها من القطاعات الأخرى، مع التوقيع على أربع اتفاقيات بين المغرب وإسرائيل تهمّ الطيران المدني وتدبير المياه والتأشيرات الدبلوماسية وتشجيع الاستثمار والتجارة بين البلدين.

 

وجاء ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، وهو ما يدحض المزاعم التي خرجت بها التيارات الإسلامية في تركيا وقطر.

 

وسرعان ما تأثرت أنقرة بتلك الخطوات، ليبادر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالتواصل مع نظيره المغربي ناصر بوريطة لبحث اتفاق التطبيع المبرم بين المملكة وإسرائيل.

 

بينما شوه المسؤولون في حزب العدالة والتنمية بالتعاون مع الإخوان وقطر، الاتفاق بين البلدين، واستغلال القضية الفلسطينية، لإشعال الداخل المغربي ومحاولة التأثير عليه لصالح أنقرة، التي تخشى على مصالحهم مع تل أبيب، وهو ما أظهر الازدواجية والتخبط لدى تلك الأطراف.

 

وحرص النظام التركي على مهاجمة المغرب، بينما يتاجر يومياً بالقضية الفلسطينية متجاهلاً حجم التناقضات الفجة في السياسة الحالية، بين إقامة العلاقات مع إسرائيل وفي الوقت نفسه دعم القضية الفلسطينية، لذلك زعم جاويش أوغلو، في اتصاله مع بوريطة، على أهمية ألا تكون إقامة المغرب علاقات مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، متجاهلاً تصريح الوزير المغربي السابق لذلك الاتصال بثبات موقف المغرب بشأن القضية الفلسطينية، والقائم على حل الدولتين، وأن المفاوضات هي السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية، والحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة.

 

المثير للجدل أن أردوغان خرج في التوقيت نفسه بتصريح معاكس يمر نواياه الحقيقية، حيث قال: “نريد علاقات أفضل مع إسرائيل”، داعياً لزيادة التعاون مع البلدين، وهو ما يكشف تذبذب الإسلاميين بالبلاد، فعلم تركيا يرفرف فوق سفارة أنقرة داخل تل أبيب منذ عام 1949، وأنها صاحبة العلاقات التجارية والاقتصادية معها.

 

وتعتبر تركيا ثاني دولة بعد الولايات المتحدة التي تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى اتفاقيات بدأت بتحديث (F-4) فانتوم وطائرات (F-5) بتكلفة 900 مليون دولار، حتى ترقية إسرائيل 170 من دبابات M60A1 لتركيا، مقابل 500 مليون دولار، وصولًا للاتفاق الذي يقضي بتبادل الطيارين العسكريين بين البلدين 8 مرات في السنة.

 

كما أن إسرائيل تهدد واحدة من أهم 5 أسواق تسوّق فيها تركيا بضائعها، بحجم تبادل تجاري وصل إلى 6 مليارات دولار في 2019.

 

وفي ظل تلك الادعاءات التركية والقطرية والإخوانية بحرصها على القضية الفلسطينية، كشف تقرير صادر عن “الأونروا” بأن أنقرة والدوحة ليسا ضمن قائمة المانحين للشعب الفلسطيني على الإطلاق.

 

واستمراراً للنهج نفسه، استقبلت قطر عقب 4 أيام من الآفاق المغربي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليعقدا لقاء لم يكشفا عن تفاصيله، لكن البيان الختامي ألمح للتأثير على شكل الاتفاق ومحاولة تشويهه.

 

وفي ضربة قائمة لتلك المحاولات، كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن العاهل المغربي محمد السادس اشترط إعلان استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لتلبية الدعوة لزيارة إسرائيل.

 

وأوضحت نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن العاهل المغربي تلقى دعوة رسمية من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لزيارة إسرائيل بعد تطبيع العلاقات بين البلدين، ولكنه اشترط إجراء الزيارة مع الإعلان خلالها عن استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، كما يطالب الملك محمد السادس الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الزيارة.

spot_img