بعد أن هز الشعب المصري العالم أجمع، في ثورة 25 يناير 2011، ليرسخ من الديمقراطية والمساواة ولتحسين أوضاع البلاد، وصلت جماعة الإخوان للحكم عبر الخديعة وتزييف الحقائق، لتظهر حقيقتهم ومساعيهم لتفتيت البلاد والمتاجرة بها وسرقة هويتها ومستقبل أبنائها بالعنف واستغلال الدين للتدمير والحرق، ليكرر الشعب ثورته البيضاء في انتفاضة شعبية ضخمة ضد الحكم الإرهابي أنقذ بها بلاده من مستقبل مروع.
منذ الإطاحة بجماعة الإخوان في ثورة 30 يونيو، حشدوا كافة قواتهم وطاقتهم لاستعادة الحكم ومكانتهم بالبلاد وتنفيذ مخططاتهم في المنطقة؛ لذلك نشروا العنف والإرهاب تجاه المواطنين وفئات الدول المصرية المختلفة، وخاصة الشرطة والجيش المصري.
تمتلك جماعة الإخوان سجلا أسود ضخما من الجرائم الإرهابية والعمليات الممنهجة ضد الجيش المصري، بدأ مع اعتصامي رابعة والنهضة، حيث تم استهدافهم للجنود، كما دفعت بشبابها لتشكيل جماعات إرهابية مسلحة، بخلاف التنظيمات التي تدعمها لإنهاك الدولة منها تشكيل “العقاب الثوري” و”كتائب أنصار الشرعية في أرض الكنانة” و”لواء الثورة” لاستهداف ضباط الجيش وصناعة المتفجرات والقنابل.
ومن بين أبرز تلك العمليات الإرهابية كان استهداف أحد الأكمنة في المنوفية، بالإضافة إلى اغتيال العقيد عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة مدرعة أمام منزله، واغتيال العميد في الجيش المصري هشام شاهين قرب منزله في شارع الأزهر بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء.
وسلطت الإخوان عملياتها ضد الجيش في سيناء، عبر جماعتها الإرهابية التي شكلتها، لتشهد خلاص أسبوعين من نهاية يونيو وحتى بداية يوليو 2013، 39 هجمة إرهابية بين الجماعات والقوات، فضلاً عن الواقعة الإرهابية باتجاه رفح على طول الحدود مع إسرائيل.
وخلال تلك العمليات، كان الإرهابيون يستخدمون مركبات رباعية الدفع ومجموعات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وقاذفات آر بي جي-7، و (G-7)، وردا على تلك الجرائم أطلق الجيش في نهاية يوليو عملية “عاصفة الصحراء” لتمشيط محافظة شمال سيناء.
وفي 11 سبتمبر من العام نفسه، استهدف انتحاري مقر المخابرات العسكرية المصرية في رفح، في نفس الوقت صدمت سيارة ملغومة نقطة تفتيش تابعة للجيش، راح ضحيتها تسعة جنود في هذين الهجومين اللذين نفذا في وقت واحد، وفي بداية 2014، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس، التابعة للإخوان، عن مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات على الشرطة والجيش، منها إسقاط مروحية عسكرية بصاروخ أرض-جو وقتل طاقمها الكامل في المنطقة حول مدينة الشيخ زويد، قرب الحدود مع قطاع غزة، بالإضافة لمهاجمة سيارات دفع رباعي حافلة تقل جنودا في سيناء؛ ما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن ثلاثة وإصابة العديد.
وبعد أشهر، وتحديدا في 24 أكتوبر عام 2014، سقط 31 جنديا مصريا في هجومين منفصلين في شمال سيناء، أعلن على إثره الرئيس عبدالفتاح السيسي حالة الطوارئ في المحافظة، وفي أعقاب ذلك نظمت جماعة ولاية سيناء الإرهابية هجوم كرم القواديس.
وتوالت عمليات تلك الجماعة الإرهابية المدعومة من الإخوان، حيث إنه في 12 يناير عام 2015، اختطفت ولاية سيناء ضابط شرطة أثناء السفر في شمال سيناء واقتادوه إلى مكان مجهول، قبل أن يتمكن الجيش المصري من الوصول إليها.
ومن بين العمليات الإرهابية المروعة التي اضطلع فيها الإخوان، هي هجوم كمين البرث، في 7 يوليو 2017، الذي هاجم فيه 150 مقاتلا و12 عربة كروز محملة بالسلاح بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف آر بي جي وقذائف هاون ومدافع جرينوف وقنابل يدوية ومفخخات، وتعاملت معها قوات الكمين وتبادل إطلاق النار وتمكنت من الصمود طوال 4 ساعات، حتى وصلت وحدات الدعم الجوي، وسقط في هذه المعركة العقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، بينما قتل أكثر من 40 من العناصر الإرهابية وتدمير 6 عربات تابعة لهم.
وأمام تلك العمليات الإرهابية التي تظهر حقيقة الإخوان وتجردهم من الإنسانية ومتاجرتهم بالبشر واستباحة سفك الدماء، تضافر الجيش المصري مع كافة مؤسسات الدولة لتنظيف سيناء وتصفية تلك العناصر المسلحة، عبر عدة عمليات قوية أبرزها العملية الشاملة سيناء 2018 في شمال ووسط سيناء، ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية، والتي أسقطت الكثير من المتطرفين والإرهابيين والمتشددين، وساهمت في فرض القبضة الأمنية بالمنطقة والتي ما زالت مستمرة حتى الآن.