تعيش ليبيا اليوم على فوهة بركان سياسي واجتماعي قد ينفجر في أي لحظة، فبعد سنوات من الوعود السياسية المتبادلة والاتفاقات الدولية التي لم تبارح الورق، وصل المواطن الليبي إلى حالة من الإحباط غير المسبوق.
ومع استمرار انقسام السلطة بين شرق البلاد وغربها، وتدهور الخدمات الأساسية، يبرز السؤال الهام الذي يتردد في الأوساط الليبية وصالونات السياسة الدولية:، هل دقت ساعة “انتفاضة كبرى” يكتب فيها الشعب كلمة الفصل لفرض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟
الغليان الشعبي.. وقود الانتفاضة القادمة
لم يعد المشهد الليبي مجرد صراع على الكراسي بين النخب السياسية، بل تحول إلى أزمة معيشية خانقة تضرب جذور الحياة اليومية، إن انقطاع التيار الكهربائي المستمر، وأزمات السيولة النقدية في المصارف، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، كلها عوامل شكلت “تراكمات غضب” قد تدفع الشارع نحو الانفجار.
وترى مصادر أن الشرارة قد لا تأتي من صراع عسكري هذه المرة، بل من رحم المعاناة الاقتصادية، فالليبيون الذين انتظروا طويلاً لرؤية صناديق الاقتراع في ديسمبر 2021، يجدون أنفسهم اليوم في 2025 أمام طبقة سياسية تتقن “فن التأجيل” للحفاظ على امتيازاتها، مما يجعل من الخروج للشارع الخيار الأخير والوحيد لكسر هذا الجمود.
العوائق الأمنية.. هل تمنع المليشيات حراك الشارع؟
وقالت المصادر: إن العائق الأكبر أمام أي انتفاضة شعبية هو الانتشار الواسع للسلاح والمجموعات المسلحة، وفي الغرب الليبي، تسيطر تشكيلات مسلحة تتقاطع مصالحها مع بقاء الوضع السياسي الراهن، وفي الشرق والجنوب تفرض القبائل والمؤسسة العسكرية واقعًا أمنيًا صارمًا.
ومع ذلك، تراهن المصادر على أن “الزخم الشعبي المليوني” قادر على تحييد السلاح؛ فالمجموعات المسلحة نفسها تنتمي في النهاية إلى نسيج اجتماعي يعاني من نفس الأزمات. وتاريخ الثورات يثبت أن فوهة البندقية تنحني دائمًا أمام إرادة الشعوب إذا ما وصلت إلى نقطة اللاعودة.
سيناريوهات الانتفاضة
وأوضحت المصادر، أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لأي حراك شعبي قادم في ليبيا منها العصيان المدني الشامل و إغلاق المؤسسات الحيوية والموانئ النفطية لإجبار السلطات على الرضوخ لمطالب الانتخابات و التظاهر المليوني المركز وخروج حشود ضخمة في الميادين الكبرى “ميدان الشهداء في طرابلس، وساحة الكيش في بنغازي” لإعلان إسقاط الأجسام السياسية والحراك الشبابي الرقمي والميداني وقيادة جيل الشباب لحملات وطنية عابرة للحدود والقبائل، تركز على “استعادة الدولة” من براثن الفساد.
واختتمت المصادر، أن كلمة الفصل ستُكتب في شوارع طرابلس، وبنغازي، وسبها، ومصراتة،والانتخابات التي يراها السياسيون “بعيدة” قد تصبح “واقعًا مفروضًا” بفضل إرادة شعب قرر أخيرًا أن يأخذ زمام المبادرة. الساعات القادمة حبلى بالمتغيرات، والتاريخ الليبي سجل دائمًا أن الهدوء الذي يسبق العاصفة هو الأخطر.

