شهد قطاع غزة، خلال هذه الفترة، فيضانات واقتلاعًا للخيام بفعل الأمطار الغزيرة والرياح القوية، ما زاد من تفاقم الظروف المعيشية الصعبة للفلسطينيين بعد أكثر من عامين من العدوان الإسرائيلي.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن الطفل أركان فراس مسلّح، البالغ من العمر شهرين، توفي نتيجة البرد، الاثنين، في ظل تفاقم الشتاء القارس بسبب الحصار الإسرائيلي على المواد اللازمة للملاجئ.
أطفال يلقون حتفهم بسبب البرد القارس
ومنذ بداية موسم الأمطار هذا الشهر، لقي ثلاثة أطفال على الأقل حتفهم بسبب البرد، بينما قتل 17 آخرين جراء انهيار مبانٍ نتيجة العواصف والرياح القوية.
ووفقًا لتقارير تجمع الملاجئ، تعرض أكثر من 42 ألف خيمة ومأوى مؤقت للتلف بين 10 و17 ديسمبر، ما أثر على ما يقرب من ربع مليون شخص في القطاع المحاصر.
ووصف عمرو أكرم، أحد سكان غزة والمشرد حاليًا في خان يونس، الظروف القاسية بالقول: «نحن نغرق»، وأضاف أنه اضطر للإقامة في خيمة شقيقته بعد أن دمرت خيمته نتيجة العاصفة السابقة، والتي غُمرت أيضًا الاثنين.
وأوضح، أن «صوت الأطفال وهم يغرقون في المطر لا يُطاق، ويشعر الإنسان بالعجز عن مساعدتهم»، مشيرًا أن كل الخيام تغرق عند هطول الأمطار الغزيرة، ولا يعرف الناس أين يحميون أطفالهم من البرد.
وأشار إلى أن الرياح القوية تقذف بالخيام بعيدًا، وأن البرد الليلي شديد، مما يجعل الحركة خارج البطانية شبه مستحيلة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود باسل: إن أكثر من 90% من الخيام إما اقتلعت أو غمرت بالمياه، بينما تعرضت أكثر من 110 مبانٍ سكنية لانهيارات جزئية كبيرة، ما يعرض حياة آلاف الفلسطينيين للخطر.
وأضاف أكرم: أن المساعدات شحيحة ولا تصل لجميع العائلات، وأوضح أن «الخيمة لا تكفي كثيرًا أمام البرد والرياح»، داعيًا إلى توفير بطانيات، ومراتب، وخيام إضافية، بالإضافة إلى وحدات متنقلة لتسهيل العيش في فصل الشتاء.
ملاجئ مؤقتة وخيام هشة
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): إن «الحرب والتهجير أجبر الناس على العيش بين أنقاض مهدمة في ملاجئ مؤقتة أو خيام هشة».
وأضافت: أن العاصفة بيرون، التي ضربت غزة منذ 10 ديسمبر، على الرغم من كونها ظاهرة طبيعية، إلا أن آثارها «من صنع الإنسان».
وأشار مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى استمرار إسرائيل في التهرب من التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بعدم السماح بدخول 600 شاحنة يوميًا إلى القطاع المحاصر، إذ دخل نحو 20 ألف شاحنة فقط من أصل 48 ألفًا منذ أكتوبر، ما يقود القطاع إلى «موت بطيء».
وأكد المكتب، أن هذا أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والماء والوقود، مع تعطيل المستشفيات والمخابز والمرافق الصحية، وإعاقة عمليات البحث والإنقاذ، ما يعمّق الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة، التي شهدت خلال الحرب قتل نحو 71 ألف فلسطيني وتدمير حوالي 90% من بنيتها التحتية.

