ذات صلة

جمع

حزب الله يرفض توسيع نزع السلاح شمال الليطاني وحكومة لبنان تستعد للمرحلة الثانية

استبق حزب الله اللبناني الحكومة في خطتها للمرحلة الثانية...

عمليات موسكو في 2025.. تقدم مستمر وتحصين للمناطق الجديدة في دونيتسك وزابوريجيا

واصلت القوات الروسية -خلال الأسبوع الماضي- تحقيق مكاسب ميدانية...

غزة تحت الحصار والشتاء القارس.. أزمة إنسانية تتفاقم بين الحرب والطبيعة

شهد قطاع غزة، خلال هذه الفترة، فيضانات واقتلاعًا للخيام...

وعود ترامب تُنعش آمال السلام.. هل تقترب نهاية حرب أوكرانيا؟

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكثير من الجدل بعدما...

نهر يعبره الهاربون ولا يعودون.. مأساة إنسانية تتكرر على الحدود السورية اللبنانية

تحولت الحدود الطبيعية بين سوريا ولبنان، وتحديدًا مجرى نهر الكبير الجنوبي في ريف حمص الغربي، إلى مسرح مفتوح لمآسٍ إنسانية تتكرر بصمت.

النهر الذي يفترض أن يكون خطًا جغرافيًا فاصلاً، بات يعرف محليًا بـ”نهر الموت”، بعدما ابتلع أحلام عابرين هاربين من الفقر أو الخوف، وترك خلفه مفقودين وغرقى وناجين يحملون صدمة التجربة.

عبور محفوف بالمخاطر

وخلال ساعات الليل الماضية، حاولت مجموعة من الأشخاص اجتياز النهر من الأراضي السورية باتجاه لبنان عبر مسالك غير نظامية قرب قريتي الشبرونية والدبوسية، في منطقة تعد من أكثر نقاط العبور خطورة.

وارتفاع منسوب المياه وغزارة الجريان، الناتجين عن المصبات المغذية للنهر، حولا المحاولة إلى كارثة حقيقية، انتهت بغرق عدد من العابرين وفقدان آخرين.

ومع وصول البلاغ، تحركت فرق الدفاع المدني السوري مدعومة بوحدات من الجيش إلى المكان، في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وسط ظروف ميدانية معقدة أعاقت سرعة التدخل.

إنقاذ تحت ظروف قاسية

وقد اضطرت فرق الإنقاذ إلى استكمال طريقها سيرًا على الأقدام بعد تعذر وصول الآليات الثقيلة بسبب وعورة المنطقة وارتفاع المياه.

وبعد مسير شاق، تم العثور على امرأتين وشاب في حالة إنهاك شديد، حيث قدمت لهم الإسعافات الأولية ميدانيًا قبل نقلهم إلى مشفى “تلكلخ الوطني”.

شهادات الناجين كشفت أن المجموعة كانت تضم أحد عشر شخصًا، نجح أربعة منهم في العودة إلى الجانب اللبناني، بينما جرفت المياه آخرين في مشهد يعكس حجم المخاطرة التي قبلوا بها.

مفقودون وألغام تعيق البحث

وعمليات البحث عن المفقودين اصطدمت بعقبات إضافية، أخطرها انتشار الألغام من مخلفات الحرب السابقة على ضفاف النهر، ما جعل الاقتراب من بعض النقاط تهديدًا مباشرًا لأرواح عناصر الإنقاذ.

ومع شدة التيار وارتفاع منسوب المياه، اضطرت الفرق إلى تعليق البحث مؤقتًا في موقعي الشبرونية والدبوسية، بانتظار ظروف أكثر أمانًا.

وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث دفعت بفريق دعم إضافي يضم غواصين ومعدات متخصصة، إلا أن خطورة الموقع فرضت تأجيل استكمال العمليات، مع التوجه للتنسيق مع الجانب اللبناني للدخول من الجهة المقابلة ومتابعة البحث.

حدود تتحول إلى فخ

ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ تشهد هذه المنطقة الحدودية محاولات عبور غير نظامية بشكل متكرر، مدفوعة بأوضاع اقتصادية خانقة وتراجع فرص العيش الكريم.

النهر، الذي يزداد خطره في مواسم الأمطار والمنخفضات الجوية، يتحول في كل مرة إلى فخ قاتل، في ظل غياب مسارات آمنة أو حلول بديلة.

بعيدًا عن أعداد الناجين والمفقودين، تكشف هذه الحادثة عن مأساة أعمق يعيشها المدنيون على جانبي الحدود، حيث يصبح الهروب مخاطرة بالحياة، ويغدو النهر شاهدًا صامتًا على يأس البشر.