ذات صلة

جمع

ملامح غزة الجديدة.. هل ينجح “عرّاب الاتفاق” في ترويض تعنت نتنياهو؟

تتجه أنظار العالم، وبالأخص سكان قطاع غزة، نحو "مار...

ملامح غزة الجديدة.. هل ينجح “عرّاب الاتفاق” في ترويض تعنت نتنياهو؟

تتجه أنظار العالم، وبالأخص سكان قطاع غزة، نحو “مار إيه لاغو” في فلوريدا، حيث يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا مصيريًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين المقبل، 29 ديسمبر 2025.

يأتي هذا اللقاء في وقتٍ حساس للغاية، حيث تقف “خطة ترامب للسلام” عند مفترق طرق بين الانتقال إلى المرحلة الثانية المتعلقة بالإعمار والأمن الدولي، وبين “فخ المماطلة” الذي تتهم واشنطن نتنياهو بنصبه لعرقلة المسار الدبلوماسي.

المرحلة الثانية.. من وقف الرصاص إلى هندسة الاستقرار

تعد المرحلة الثانية من الاتفاق، والمقرر انطلاقها في يناير 2026، العمود الفقري لرؤية ترامب لـ “الشرق الأوسط الجديد”، وتتمثل ملامح غزة الجديدة في هذه المرحلة عبر ثلاثة مسارات متوازية منها مجلس السلام و قوة الاستقرار الدولية، وإدارة التكنوقراط الفلسطينية، حيث تشكيل لجنة من خبراء فلسطينيين غير حزبيين (تكنوقراط) لإدارة الشؤون اليومية والخدمات، بعيدًا عن سيطرة حماس أو البيروقراطية التقليدية للسلطة الفلسطينية قبل إصلاحها.

نتنياهو والمماطلة

وقالت مصادر: إنه على الرغم من نجاح المرحلة الأولى في استعادة معظم المحتجزين ووقف القتال، إلا أن تقارير من البيت الأبيض ديسمبر 2025) تشير إلى “استياء عميق” من سلوك نتنياهو.

ويرى “عرّاب الاتفاق” (ترامب)، أن نتنياهو يستخدم قضية رفات المحتجز الأخير (ران غفيلي) كذريعة لتأجيل الانسحاب الكامل من “الخط الأصفر” في غزة.

وتتمثل نقاط التعنت الإسرائيلي في رفض التوقيت حيث يرى نتنياهو أن تدمير حماس لم يكتمل، وأن نشر قوة دولية الآن قد يمنح الحركة فرصة لإعادة تنظيم صفوفها والتحفظ على السيادة وترفض اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو أي دور إداري فلسطيني حتى لو كان تكنوقراطيًا قد يمهد الطريق لـ “دولة فلسطينية”.

حيث يُعرف عن ترامب أسلوبه الصارم في عقد الصفقات، وهو لا ينوي السماح لنتنياهو بإفشال ما يعتبره “أعظم إنجاز دبلوماسي” في ولايته الثانية.

وتتضمن أوراق الضغط الأمريكية التي قد تُطرح في اجتماع الاثنين الدعم المشروط وربط المساعدات العسكرية والغطاء السياسي الأمريكي في ملفات أخرى (مثل إيران) بالالتزام الكامل بجدول الانسحاب من غزة والتلويح بمضي واشنطن في إعلان “مجلس السلام” والقوة الدولية بقرار من مجلس الأمن، مما قد يضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الإرادة الدولية إذا عارضت الانتشار الميداني.

غزة 2026

ووفقًا للمسودة المسربة، فإن غزة عام 2026 ستكون ورشة عمل كبرى، وتتوقع الخطة إزالة أكثر من 50 مليون طن من الركام، والبدء بمشاريع إسكان ضخمة ممولة دوليًا، والهدف هو تحويل القطاع إلى منطقة منزوعة السلاح تمامًا، وخاضعة لرقابة أمنية ذكية، مع “أفق سياسي” يضمن عدم عودة الحرب.

ويبقى اجتماع الاثنين في فلوريدا هو “الفصل الأخير” في صراع الإرادات بين ترامب ونتنياهو. فإما أن ينجح ترامب في “ترويض” حليفه القديم وإجباره على الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية، أو يظل قطاع غزة عالقًا في مرحلة “الهدنة الهشة” بانتظار انفجار جديد والحقيقة الأكيدة هي أن غزة “الجديدة” قد وُلدت ورقيًا، لكن ولادتها على الأرض تعتمد على “دخان القمة” الأبيض الذي يأمل الجميع انبعاثه من فلوريدا.