ذات صلة

جمع

لعبة المال والدم.. كيف فجر قرار ترامب صراع “الغنيمة الأخيرة” داخل تنظيم الإخوان؟

تعيش "جبهة لندن" التابعة لتنظيم الإخوان الدولي واحدة من...

بأمر القانون.. كيف تحولت مقرات النهضة بتونس من مراكز حكم إلى “أدلة إدانة”؟

تحولت مقرات حركة النهضة “إخوان تونس”، التي كانت يومًا...

لغز الطائرة المنكوبة.. هل تتغير حسابات التنسيق العسكري بين طرابلس وأنقرة؟

في لحظة فارقة وصادمة للمشهد الليبي، تحولت سماء العاصمة...

مهمة سرية في بنغازي.. هل كسرت “إسلام آباد” قواعد اللعبة الجيوسياسية في ليبيا؟

في خطوة وصفت بأنها “زلزال عسكري” في منطقة شمال أفريقيا، كشفت تقارير دولية ومصادر استخباراتية في ديسمبر 2025 عن إبرام صفقة تسليح ضخمة بين باكستان والقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية بقيمة تتراوح بين 4 إلى 4.6 مليار دولار.

وقالت مصادر: إن هذه الصفقة، التي وُقعت في قلب مدينة بنغازي، لا تقتصر أهميتها على قيمتها المادية فحسب، بل في كونها تمثل اختراقًا صريحًا لقواعد اللعبة الجيوسياسية، وتحديًا لمنظومة حظر الأسلحة الدولية المفروضة على ليبيا منذ عام 2011.

كواليس “مهمة بنغازي”: كيف طُبخت الصفقة؟

حيث بدأت ملامح هذه المهمة السرية تتضح مع الزيارة التاريخية التي قام بها قائد الجيش الباكستاني، المشير عاصم منير، إلى بنغازي في منتصف ديسمبر 2025، وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول عسكري باكستاني رفيع بهذا المستوى إلى ليبيا منذ عقود.

اللقاء الحاسم

واجتمع المشير منير مع المشير خليفة حفتر ونائبه الفريق أول صدام حفتر، حيث تم وضع اللمسات الأخيرة على “إطار تعاون دفاعي استراتيجي”، و لم تكن الزيارة وليدة الصدفة، بل جاءت امتدادًا لزيارة قام بها صدام حفتر إلى إسلام آباد في يوليو 2024، حيث فُتحت ملفات التعاون العسكري والتدريبي.

قائمة المشتريات: لماذا “JF-17 Block 3” تحديدًا؟

وتعد درة التاج في هذه الصفقة هي المقاتلة JF-17 Thunder في ن٠سختها الأحدث (Block 3). وتشير التسريبات إلى أن ليبيا تدرس أو اتفقت بالفعل على اقتناء ما بين 16 إلى 18 مقاتلة من هذا الطراز.

لماذا JF-17؟

وتعتبر هذه المقاتلة “التي طُورت بالتعاون بين باكستان والصين” الخيار الأمثل لليبيا؛ فهي توفر تقنيات “الجيل الرابع والنصف” “رادار AESA، وصواريخ خلف مدي الرؤية” بتكلفة تشغيلية منخفضة مقارنة بالمقاتلات الغربية، والأهم من ذلك أنها تأتي خارج سلاسل التوريد التقليدية التي قد تخضع لضغوط سياسية.

هل كسرت إسلام آباد الحظر الدولي؟

وتخضع ليبيا لحظر سلاح أممي صارم، ومراقبة دقيقة عبر عملية “إيريني” الأوروبية، ومع ذلك، يبدو أن إسلام آباد قررت المضي قدمًا في هذه الصفقة لعدة أسباب استراتيجية:

وتسعى باكستان لتسويق صناعاتها الدفاعية في القارة السمراء “بعد صفقات ناجحة مع نيجيريا وأذربيجان والعراق”، وبما أن المقاتلة منتج مشترك، فإن بكين تدعم هذا التحرك لتعزيز موطئ قدمها في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

حيث أن امتلاك “الجيش الوطني” لهذه المقاتلات يعني نهاية حقبة التفوق الجوي النسبي لخصومه، والانتقال من جيش يعتمد على “الميغ-21” المتهالكة إلى قوة جوية رقمية حديثة.

هل تصل “صقور باكستان” إلى بنغازي؟

رغم الإعلان عن الاتفاقية، ما يزال الطريق محفوفًا بالمخاطر، فقد تواجه باكستان ضغوطًا من مجلس الأمن أو عقوبات من واشنطن وحلفائها الذين يدعمون حكومة طرابلس المعترف بها دوليًا، كما أن صفقة بـ 4.6 مليار دولار تمثل عبئًا ضخمًا؛ فهل سيتم تمويلها عبر احتياطيات ليبيا النفطية أم بدعم من قوى إقليمية حليفة؟

وتشير التقارير إلى أن التنفيذ قد يستغرق عامين ونصف، وهي فترة كافية لتغير الخريطة السياسية في ليبيا.

يذكر أن المشير حفتر وصف هذه الصفقة بأنها: “مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي”، ومن الناحية العملية، فإن وصول سلاح باكستاني بهذا الثقل إلى ليبيا يعني أن “عصر الاحتكار” الغربي والروسي لسوق السلاح الليبي قد انتهى، وأن إسلام آباد أصبحت لاعبًا محوريًا في رسم خارطة القوة في المتوسط.