ذات صلة

جمع

لغز الطائرة المنكوبة.. هل تتغير حسابات التنسيق العسكري بين طرابلس وأنقرة؟

في لحظة فارقة وصادمة للمشهد الليبي، تحولت سماء العاصمة...

بروباغندا القصف.. هل ينجح العراق في تجنب سيناريو الضربات العسكرية؟

خيّمت أجواء من التوتر على العاصمة بغداد عقب تداول...

شمال سوريا بين التسوية والانفجار.. حسابات الداخل وضغوط الإقليم

في توقيت إقليمي بالغ الحساسية، عاد الشمال السوري إلى...

لغز الطائرة المنكوبة.. هل تتغير حسابات التنسيق العسكري بين طرابلس وأنقرة؟

في لحظة فارقة وصادمة للمشهد الليبي، تحولت سماء العاصمة التركية أنقرة إلى مسرح لحدث مأساوي قلب الموازين الإخبارية رأسًا على عقب؛ سقوط طائرة رئيس أركان الجيش الليبي “التابع للمجلس الرئاسي”، الفريق أول محمد الحداد.


إن هذا الحادث لم يكن مجرد واقعة طيران أليمة، بل جاء في توقيت سياسي وعسكري بالغ الحساسية، ليطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل التنسيق العسكري بين طرابلس وأنقرة، وما إذا كان هذا “اللغز” الجوي سيغير خريطة التحالفات القائمة.
الساعات الأخيرة
وصل الفريق محمد الحداد إلى تركيا في زيارة خاطفة بدعوة رسمية من رئيس هيئة الأركان التركية، سلجوق بيرقدار أوغلو. الزيارة لم تكن بروتوكولية فحسب، بل حملت في طياتها ملفات ثقيلة تتعلق بمستقبل الوجود العسكري التركي في ليبيا، خاصة أنها جاءت بعد ساعات فقط من خطوة تشريعية تركية كبرى.


توقيت الحادث
وقع الحادث بعد يوم واحد من تصويت البرلمان التركي بالموافقة على تمديد بقاء القوات التركية في ليبيا لمدة 24 شهرًا إضافيًا، تبدأ من يناير 2026. ووثقت الصور الأخيرة للحداد اجتماعات مكثفة مع وزير الدفاع التركي يشار غولر وقائد القوات البرية متين توكل، ما يعكس أهمية الملفات التي كانت تُناقش خلف الأبواب المغلقة.


لغز السقوط
بينما بدأ نشطاء التواصل الاجتماعي في ليبيا وتركيا البحث عن آخر صور الوفد وتفاصيل الزيارة، برزت فرضيات متعددة حول أسباب سقوط الطائرة: هل كان خللًا فنيًا في طائرة عسكرية متطورة؟ أم أن هناك عوامل أخرى تدخل في إطار “لغز الطائرة المنكوبة”؟


وكشفت تقارير أن الطائرات المستخدمة في نقل الوفود العسكرية الرفيعة تخضع عادة لإجراءات صيانة صارمة، خاصة في المطارات العسكرية التركية، ووقوع الحادث في قلب العاصمة التركية أنقرة يضع الأجهزة الأمنية في البلدين أمام مسؤولية كشف ملابسات الحادث بسرعة لتبديد أي شائعات قد تضرب استقرار التحالف.
هل تتأثر حسابات التنسيق العسكري بين طرابلس وأنقرة؟


وقالت مصادر إن الفريق محمد الحداد يُعد حجر زاوية في التنسيق العسكري بين حكومة الوحدة الوطنية والجانب التركي منذ توقيع مذكرة التفاهم في نوفمبر 2019، ورحيله المفاجئ في هذا التوقيت يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات.


وترجح المصادر أن “مؤسسة” التنسيق العسكري لن تنهار، وأن قرار تمديد بقاء القوات التركية لمدة عامين إضافيين هو قرار دولتي، وليس مرتبطًا بأشخاص فقط.


كما رجحت أن الحداد كان يمثل تيارًا يحاول موازنة القوى داخل المؤسسة العسكرية في الغرب الليبي، وأن غيابه قد يشعل صراعًا مكتومًا على خلافة منصب رئيس الأركان، وهو ما قد يؤدي إلى تباطؤ مؤقت في تنفيذ بعض بنود التعاون العسكري مع أنقرة حتى يتم ترتيب البيت الداخلي للمجلس الرئاسي.


ويُذكر أنه منذ عام 2019 تطورت العلاقة العسكرية لتشمل التدريب، وتطوير الدفاعات الجوية، واستخدام الطائرات المسيّرة، وأن المذكرة الأخيرة التي قدمتها الرئاسة التركية للبرلمان في 15 ديسمبر الماضي تؤكد أن أنقرة ترى في ليبيا “عمقًا استراتيجيًا” لا يمكن التخلي عنه.


غيمة سوداء في سماء التحالف
ويبقى سقوط طائرة الفريق محمد الحداد لغزًا ينتظر نتائج التحقيقات الرسمية، لكن المؤكد أن تداعيات هذا الحادث ستظهر سريعًا في طرابلس. فهل سينجح المجلس الرئاسي في اختيار بديل يحافظ على وتيرة التنسيق مع أنقرة؟ وهل ستستغل أطراف ليبية أخرى هذا الفراغ لتغيير قواعد اللعبة؟