ذات صلة

جمع

خطوط حمراء تم تجاوزها.. كيف اختلف الاستيطان الحالي في الضفة عن مستويات ما قبل 2017؟

شهد الملف الاستيطاني في الضفة الغربية تحوّلات جوهرية منذ...

العلاقات الباردة.. ما هي النقاط الخلافية المتوقعة في ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا؟

عاد ملف ترسيم الحدود بين https://arabefiles.com/price_cost/21067/لبنان وسوريا إلى الواجهة...

تقرير سري.. هل ينهار الاتفاق النووي تمامًا بعد التخصيب المرتفع؟

في ظل تصاعد التوتر بين إيران والغرب، عاد الاتفاق...

بيروت في خطر.. ما هو دور اليونيفيل حال تحرك إسرائيل؟

مع تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة،...

تونس تستنجد بالغيث.. هل دخلت البلاد مرحلة الجفاف المزمن؟

تشهد تونس خلال السنوات الأخيرة واحدة من أصعب المراحل...

بيروت في خطر.. ما هو دور اليونيفيل حال تحرك إسرائيل؟

مع تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة، تتزايد التحذيرات من احتمال انزلاق الوضع إلى مواجهة عسكرية واسعة قد لا تقتصر على الجنوب، بل قد تمتد نحو بيروت نفسها.

وفي ظل مؤشرات ميدانية وسياسية توحي بأن إسرائيل تدرس خيارات أوسع لاحتواء حزب الله أو لفرض قواعد اشتباك جديدة، يعود إلى الواجهة سؤال محوري، ما هو دور قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” إذا اتخذت إسرائيل خطوة عسكرية واسعة؟

هل الاستعدادات الإسرائيلية مجرد ضغط سياسي؟

وقالت مصادر إنه رغم إعلان إسرائيل أنها لا ترغب في حرب شاملة في الشمال، فإن تحركاتها الميدانية تعكس مستوى استعداد غير مسبوق منذ حرب 2006.

وتشير تقارير إلى تعزيزات عسكرية على طول الخط الأزرق، وإجراء تدريبات واسعة لسيناريوهات تشمل “عملية محدودة” أو “ضربة استباقية”.

وفي المقابل، يؤكد حزب الله أنه لن يسمح بتغيير قواعد الاشتباك، وأن أي استهداف للبنان سيقابل بردّ تتجاوز نطاق الجنوب، هذه التصريحات المتبادلة تعزز المخاوف من أن شرارة صغيرة قد تتحول إلى مواجهة مفتوحة، وربما يتعرض معها العمق اللبناني، بما في ذلك بيروت، لضربات مباشرة، وسط هذه التطورات، يتساءل اللبنانيون هل تستطيع اليونيفيل أن تفعل شيئًا فعليًا إذا اندلعت الحرب؟.

ما هي مهام اليونيفيل وفق القرار 1701؟

حيث تعمل اليونيفيل ضمن إطار واضح حدده قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر بعد حرب 2006، والذي نص على ثلاث مهام رئيسية منها مراقبة وقف الأعمال العدائية و دعم الجيش اللبناني في بسط سلطته جنوب الليطاني ودعم وصول المساعدات الإنسانية وتأمين سلامة المدنيين.

ماذا تستطيع اليونيفيل فعله إذا تحركت إسرائيل؟

وقالت مصادر إن أول ما ستقوم به اليونيفيل هو تسجيل أي خطوة إسرائيلية، سواء كانت اختراقًا جويًا أو بريًا، ورفع تقارير عاجلة لمجلس الأمن. هذا المسار لا يوقف الحرب، لكنه يخلق ضغطًا دوليًا قد يستخدم لوقف التصعيد والتنسيق بين الجيش اللبناني والجانب الإسرائيلي عبر “الارتباط الثلاثي” وحماية مقارّها وموظفيها والمناطق المحيطة، وعند حدوث موجات نزوح من الجنوب، ستعمل اليونيفيل بالتنسيق مع الجيش والجهات الدولية لتسهيل حركة المدنيين وتقديم الدعم اللوجستي، ومن خلال مراقبة انتشار السلاح غير الشرعي، ولكن ضمن حدود ضيقة، إذ إن الواقع في الجنوب أكبر من قدرة القوات الأممية على تغييره ميدانيًا.

هل هناك سيناريوهات توسيع دور اليونيفيل؟

طرحت جهات غربية سيناريو التوسيع في عدة مناسبات، سواء عبر زيادة عدد القوات أو تعديل قواعد الاشتباك. لكن هذا السيناريو يصطدم بثلاثة عوائق منها الرفض اللبناني الداخلي والتحفظ الدولي وغياب توافق سياسي دولي، لذلك، تبقى إمكانية توسيع التفويض ضعيفة جداً في المدى القريب.

ماذا يعني ذلك لبيروت؟

وتتخوف مصادر من أن أي عملية إسرائيلية واسعة في الجنوب لن تقف عند الحدود، فإسرائيل سبق أن استهدفت بيروت في أعوام 1982 و2006، وهي تعتبر العاصمة مركز ثقل سياسي وإعلامي وعسكري. وتشير تقديرات إلى أن تل أبيب قد تلجأ لعمليات نوعية تستهدف منشآت عسكرية أو مراكز قيادة لحزب الله في الضاحية الجنوبية.

في مثل هذا السيناريو، لا يمكن لليونيفيل لعب أي دور مباشر داخل بيروت، لكنّها قد تُسهم في الضغط الدولي لوقف القصف وتقدم معلومات ميدانية دقيقة للأمم المتحدة وتنسق وصول المساعدات الإنسانية في حال حدوث نزوح داخلي واسع، لكن حماية بيروت نفسها—من الناحية العسكرية تبقى خارج نطاق اليونيفيل بالكامل.

هل يمكن لليونيفيل منع الحرب؟

وأكدت مصادر أن اليونيفيل ليست جهة قادرة على منع اندلاع الحرب، لكنها قد تلعب دورًا أساسيًا في تهدئة المواجهات المباشرة والضغط عبر مجلس الأمن على الأطراف وتسهيل المفاوضات وتخفيف الأضرار الإنسانية، أما حماية بيروت من خطر أي تحرك إسرائيلي فهي مهمة لا تملك القوات الدولية القدرة على تنفيذها، وتبقى مسؤولية الدولة اللبنانية وتوازنات القوى الداخلية والإقليمية.

وفي ظل بقاء التوتر مفتوحًا على كل السيناريوهات، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا هل تُستخدم القنوات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة قبل أن تشتعل؟ أم أن لبنان يتجه لجولة جديدة من مواجهة لا تُعرف حدودها؟