ذات صلة

جمع

عرض جديد على الطاولة.. كيف تعيد حماس صياغة مستقبل سلاحها في مفاوضات وقف النار؟

مع انتقال المفاوضات بين حماس وإسرائيل إلى مرحلة أكثر...

السقوط الصامت لمدخل الشرق.. ماذا وراء خسارة الحوثيين لأهم معاقلهم؟

تعد محافظة المهرة الشاسعة مساحة والممتدة على بحر العرب...

كم يستغرق نزع سلاح حماس؟ صدمة الجدول الزمني الأمريكي وقلق تل أبيب

يدخل ملف نزع سلاح حماس أخطر مراحله مع اقتراب...

عرض جديد على الطاولة.. كيف تعيد حماس صياغة مستقبل سلاحها في مفاوضات وقف النار؟

مع انتقال المفاوضات بين حماس وإسرائيل إلى مرحلة أكثر تعقيدًا، تبرز قضية السلاح بوصفها العقدة التي تختبر قابلية الاتفاق للاستمرار.

وما يجري تداوله خلف الأبواب المغلقة لا يتعلق فقط بوقف إطلاق النار، بل بصياغة تصور جديد لطبيعة القوة داخل غزة ومستقبل حركة تحمل سلاحًا ارتبط بوجودها السياسي والعسكري لسنوات.

في هذا السياق، تطرح حماس صيغة جديدة تتناول مستقبل ترسانتها، محاولة إيجاد نقطة توازن بين مطالب دولية صارمة ورغبتها في الحفاظ على جوهر مشروعها المسلح.

هدنة طويلة.. وسلاح خارج المشهد الميداني

العرض الذي تطرحه الحركة يستند إلى فكرة إخراج السلاح مؤقتًا من المعادلة. ليس نزعًا كاملاً ولا إبقاءً كاملاً، بل تجميدًا أو تخزينًا يضع السلاح بعيدًا عن خطوط التماس، في مخازن مغلقة وبضمانات محلية، خلال فترة هدنة طويلة يمكن أن تمتد لسنوات.

وهذا الطرح لا يقطع مع فكرة “المقاومة المسلحة” التي تعتبرها الحركة جزءًا من هويتها، لكنه يفتح بابًا لتسويات أمنية قد تهيئ لمرحلة مختلفة داخل القطاع، المرحلة الجديدة التي يجري التحضير لها لا تتعلق بوقف النار فحسب، بل بإعادة رسم شكل السلطة وإدارة غزة، وهو ما يجعل الملف الأمني أكثر حساسية من أي وقت مضى.

مستقبل غزة بين إدارة جديدة وقوة دولية

ووفق الخطط المطروحة، فإن المرحلة التالية ستشهد تشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة القطاع، إلى جانب نشر قوة دولية تتولى مراقبة الاتفاق ومنع التصعيد، بينما تتمسك حماس بأن عمل هذه القوة يجب أن يقتصر على الحدود، رافضة أي وجود مسلح أجنبي داخل المدن والمخيمات.

وهذا الموقف يعكس حرص الحركة على منع أي ترتيبات قد تفسر بأنها إزاحة كاملة لدورها الأمني، حتى وإن كان السلاح خارج الاستخدام خلال فترة الهدنة.

في المقابل، ترى إسرائيل أن نزع سلاح الحركة هو جوهر أي اتفاق نهائي، وهو ما يعقد مستقبل الملف ويدفع المفاوضات نحو مساحة رمادية تزداد ضبابية مع اقتراب كل طرف من خطوطه الحمراء.

اتفاق معقد يستند إلى خطة فضفاضة

والاتفاق الذي يجري العمل عليه يستند إلى خطة من عشرات البنود، تمت المصادقة عليها دوليًا لكنها بقيت مفتوحة على التأويل، فهي تحدد المسار العام لكنها لا تضع جدولًا زمنيًا واضحًا، ما يجعل كل خطوة رهينة التفاوض اليومي بين الأطراف.

وإحدى أبرز العقبات تتمثل في القوة الدولية التي ستتولى الإشراف على الترتيبات الأمنية، عدة دول أعربت عن استعدادها للمشاركة، لكن صلاحيات القوة وتركيبتها ما زالت غامضة، ما يثير تحفظات من جانب الحركة ويصطدم برغبة إسرائيل في مراقبة صارمة للقطاع.

ما الذي تريده حماس من هذا العرض؟

وحاليًا تدرك الحركة، أن واقع غزة بعد الحرب لم يعد كما كان قبلها، وأن قدرتها على فرض معادلات ميدانية تراجعت بفعل الدمار الكبير والخسائر البشرية الضخمة، لذلك يأتي عرضها الحالي كمحاولة لصياغة مقاربة تحفظ لها حضورها السياسي دون الدخول في مواجهة مفتوحة حول السلاح، في الوقت الذي تتعرض فيه لضغوط دولية غير مسبوقة.

الحديث عن “تجميد السلاح” بدلاً من نزع السلاح يوحي بأن الحركة تسعى للحفاظ على بنيتها العسكرية في الظل، بانتظار تسوية سياسية أوسع تتعلق بمستقبل الدولة الفلسطينية وحدودها ومكانة غزة في هذا المشروع.