ذات صلة

جمع

بصيص أمل في زمن الجفاف.. كيف تعيد تونس توزيع ثروتها المائية؟

تشهد تونس تحديات متزايدة في إدارة مواردها المائية، وسط...

من المنبر إلى البارود.. كيف انخرطت جماعة الإخوان في السياسة والعنف؟

على مدى ما يقارب القرن، ظلّت جماعة الإخوان واحدة...

الخيار الصعب.. هل يغير حزب الله قواعد الاشتباك؟

مع استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية منذ...

معركة المال الأسود.. ما دلالة تجميد الحسابات المشبوهة الآن بالعراق؟

أعلن العراق سلسلة إجراءات مالية تهدف إلى تجميد حسابات...

الأبعاد الإقليمية.. كيف ستؤثر أي ترتيبات أمنية أمريكية – سورية على نفوذ إيران في المنطقة؟

تشهد الساحة الإقليمية سلسلة تحولات لافتة تتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة والنظام السوري، وسط مؤشرات على قنوات اتصال أمنية غير معلنة، ومحاولات لإعادة صياغة قواعد اللعبة في شرق الفرات والحدود السورية – العراقية.

وأكدت مصادر، أن هذه التطورات، التي تأتي في لحظة إقليمية شديدة التعقيد، تفتح باب الأسئلة حول تأثير أي ترتيبات أمنية أمريكية – سورية محتملة على مستقبل النفوذ الإيراني داخل سوريا والمنطقة عمومًا.

لماذا تعود واشنطن إلى دمشق الآن؟

وقالت المصادر: إنه رغم القطيعة السياسية الطويلة بين واشنطن ودمشق، تشير التقديرات إلى وجود تحركات أمريكية تهدف إلى ضمان بيئة أمنية مستقرة في الشمال والشرق، وتحييد الخطر الإيراني المتصاعد على قواعدها العسكرية، فضلًا عن منع تمدد روسيا داخل فراغات القوة.

وتبرز عدة دوافع محتملة لواشنطن في إعادة فتح قنوات اتصال مع النظام السوري منها وقف الهجمات على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، وإعادة ضبط الحدود السورية – العراقية و تقليص الدور الروسي في الجنوب والبادية و منع تفكك سوريا وفوضى دولية جديدة تخشى واشنطن من إعادة إنتاج سيناريو التنظيمات المتطرفة في ظل التدهور الاقتصادي والانهيار المؤسسي السوري.

كيف تنظر دمشق إلى التقارب الأمني مع واشنطن؟

وكشفت المصادر، أن النظام السوري يجد نفسه اليوم في وضع لا يسمح برفض أي مسار يضمن الحد الأدنى من الاستقرار، خاصة بعد تعثر مسار التطبيع العربي، وتراجع الدعم الاقتصادي الإيراني.

ولذلك، قد ترى دمشق في أي ترتيبات أمنية فرصة لتحقيق مكاسب مهمة منها الحصول على شرعية دولية جزئية دون تنازلات سياسية كبرى والضغط على قوات قسد للقبول بتسوية مدعومة أمريكيًا تسمح بتوسيع نفوذها شرقًا وفتح الباب أمام مساعدات إنسانية وإغاثية مقابل خطوات أمنية محدودة ولعب دور وسيط بين واشنطن وطهران في الملف العسكري داخل سوريا، لكن دمشق تدرك أيضًا أن أي تقارب كبير مع واشنطن يعني دخولها في منطقة حساسة قد تغضب إيران، الشريك العسكري الأكبر.

كيف يمكن أن تتأثر إيران بأي تفاهم أمني أمريكي – سوري؟

وترى المصادر، أنه إذا اتفق الجانبان على ضبط الحدود ومحاربة التهريب، سيتراجع نفوذ المليشيات التابعة للحرس الثوري، خصوصًا في دير الزور والبوكمال، وهذا سيقلص أهم ممر استراتيجي لإيران باتجاه لبنان، وسوف تستخدم إيران الأنشطة التجارية والتهريب كأدوات للتمويل. وإغلاق بعض المسارات سيحرم طهران من مصادر مالية تعتمد عليها منذ سنوات.

كما أكدت المصادر، أن النظام السوري قد يستفيد من دعم أمريكي غير مباشر لموازنة ثقل إيران، ما يعيد بعض التوازن داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، في الوقت نفسه تسعى إيران إلى تثبيت قواعد صاروخية ومسيرات في الجنوب والساحل وحول دمشق. أي تفاهم أميركي – سوري سيجعل هذه المشاريع أكثر حساسية وربما أكثر عرضة للضربات الإسرائيلية، مؤكدة أن أي تقليص كبير للنفوذ الإيراني في سوريا سيؤثر على القدرة اللوجستية الداعمة لحزب الله، ما يضعف محوره في المدى المتوسط.

نحو مرحلة إقليمية جديدة؟

وقالت المصادر: إن أي ترتيبات أمنية بين واشنطن ودمشق ستكون نقطة تحول في المشهد الإقليمي، لأن سوريا تقع في قلب شبكة النفوذ الإيراني الممتدة من الخليج إلى المتوسط.

ولذلك، فإن قدرة هذا التفاهم على النجاح تعتمد على مواقف ثلاثة أطراف منها: أن دمشق ومدى استعدادها للابتعاد عن طهران ولو جزئيًا وطهران وقدرتها على تحمل خسارة مساحة نفوذ حيوية وواشنطن ورغبتها في استثمار نفوذ طويل الأمد داخل سوريا، وبين هذه الأضلاع الثلاثة، ستتحدد ملامح المرحلة المقبلة، هل تتجه المنطقة إلى تقليص تدريجي للنفوذ الإيراني، أم إلى سباق جديد على النفوذ قد يشعل جبهات متعددة؟