ذات صلة

جمع

ليست مجرد حرب.. ما هي الظاهرة القاتلة التي يُغذّيها إرهاب الحوثي؟

إن ميليشيات الحوثي لا تُغذّي حربًا تقليدية فقط، بل...

زلزال في قرطاج.. من هم رجال الظل الذين قرروا تحدي الرئيس في تونس؟

تعيش تونس حالة سياسية استثنائية خلال الأشهر الأخيرة، بعدما...

لبنان على حافة الانفجار.. تل أبيب تلوّح بمرحلة قتال مفتوح

تتجه الساحة اللبنانية نحو مرحلة أكثر قتامة، مع تصاعد...

منصة متقدمة.. تمدد إيراني يتعمق عبر البوابة الفنزويلية

تتسع مساحة القلق الدولي حيال تنامي الحضور الإيراني في...

محاكمات في الظل.. المليشيات الحوثية تزج بـ12 مدنيًا في اتهامات مرتبطة بواشنطن

تواصل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران توظيف القضاء كسلاح...

ليست مجرد حرب.. ما هي الظاهرة القاتلة التي يُغذّيها إرهاب الحوثي؟

إن ميليشيات الحوثي لا تُغذّي حربًا تقليدية فقط، بل ترسّخ ظاهرة أكثر خطورة وأطول أمدًا وتحوّل العنف إلى بُنية اجتماعية واقتصادية وثقافية تُهدّد مستقبل الدولة اليمنية وتخلق جيلاً يتربّى على الحرب كهوية لا كحدث استثنائي.

وقالت مصادر: إنها ظاهرة مركّبة، تتجاوز حدود الجبهات، وتتسلل إلى تفاصيل الحياة الصغيرة في المدارس، والاقتصاد، والقانون، والمجتمع، والأجيال الجديدة وهذه هي نقطة الخطر التي قد تظل آثارها لعقود بعد توقف القتال.

عسكرة المجتمع

وأكدت المصادر، أنه منذ سيطرتها على صنعاء في 2014، عملت ميليشيا الحوثي على تحويل السلاح من أداة قتال إلى لغة يومية لإدارة الشأن العام و لم يعد حمل السلاح مقتصرًا على المقاتلين، بل أصبح رمزًا للنفوذ والشرعية داخل مناطق سيطرة الجماعة، هذا التحول وفق ما طرحته المصادر خلق ثلاث ظواهر خطيرة، وأصبحت سلطة الحوثي هي المرجع، لا القانون، ولا القضاء، ولا مؤسسات إنفاذ القانون؛ ما أدى إلى انزلاق المجتمع إلى منطق القوة لا الحقوق.

الاقتصاد الحربي

وكشفت المصادر، أن من أكثر الظواهر التي يغذيها إرهاب الحوثي خطورة هي تحويل الحرب إلى اقتصاد والاقتصاد الحربي في اليمن يعمل وفق منظومة متكاملة وضعتها جماعة الحوثي لضمان استمرار الصراع، لأنه ببساطة مصدر ثروتها وسلطتها منها جبايات منظمة بغطاء ديني وسياسي والتحكم في التجارة والموانئ والطرق وتجويع السكان لإخضاعهم، حيث تعمد الجماعة إلى خلق أزمات غذاء ووقود لزيادة اعتماد الناس عليها، بما في ذلك تعطيل دخول المساعدات الإنسانية أو نهبها وبهذا الشكل، أصبحت الحرب صناعة قائمة على استمرار الانهيار لا معالجته، ما يجعل نهاية النزاع تهديدًا لمصالح النخبة الحوثية.

تجنيد الأطفال

وأكدت المصادر، أن واحدة من أخطر الظواهر التي ترسّخها حرب الحوثي هي إنتاج جيل كامل تم إدخاله إلى الحرب قبل المدرسة فأكثر من 30 ألف طفل – بحسب تقارير دولية- تم تجنيدهم في صفوف الحوثي هذا التجنيد لم يكن مجرد استغلال، بل جزء من مشروع أيديولوجي يقوم على غسل دماغ الأطفال عبر المناهج الدينية وإرسالهم إلى “دورات ثقافية” لتلقينهم فكر الجماعة والدفع بهم إلى الجبهات دون تدريب كافٍ وتحويل التعليم إلى بوابة للتجنيد وهكذا، تُنتج الجماعة جيلًا مُدرّبًا على العنف ومؤدلجًا دينيًا، وهو ما قد يحوّل اليمن لعقود إلى ساحة تفريخ للعنف المنظم.

ما الذي يغذّيه الحوثي بالفعل؟

ووفق المصادر، فالحوثي لا يُغذّي حربًا بين طرفين فقط إنه يُغذّي مجتمعًا مسلحًا واقتصادًا مبنيًا على الفوضى وجيلاً متشربًا للعنف وهوية طائفية بديلة وصراعًا إقليميًا متصاعدًا وحربًا بحرية تهدد التجارة العالمية وتفككًا اجتماعيًا وديمغرافيًا عميقًا، فالحروب تنتهي بالاتفاقات، أما ثقافة الحرب فلا تنتهي إلا بعد جيل كامل من إعادة البناء، وهو ما يجعل إرهاب الحوثي ليس مجرد صراع عسكري، بل مشروعًا لتغيير اليمن من جذوره.