ذات صلة

جمع

ليست مجرد حرب.. ما هي الظاهرة القاتلة التي يُغذّيها إرهاب الحوثي؟

إن ميليشيات الحوثي لا تُغذّي حربًا تقليدية فقط، بل...

زلزال في قرطاج.. من هم رجال الظل الذين قرروا تحدي الرئيس في تونس؟

تعيش تونس حالة سياسية استثنائية خلال الأشهر الأخيرة، بعدما...

لبنان على حافة الانفجار.. تل أبيب تلوّح بمرحلة قتال مفتوح

تتجه الساحة اللبنانية نحو مرحلة أكثر قتامة، مع تصاعد...

منصة متقدمة.. تمدد إيراني يتعمق عبر البوابة الفنزويلية

تتسع مساحة القلق الدولي حيال تنامي الحضور الإيراني في...

محاكمات في الظل.. المليشيات الحوثية تزج بـ12 مدنيًا في اتهامات مرتبطة بواشنطن

تواصل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران توظيف القضاء كسلاح...

منصة متقدمة.. تمدد إيراني يتعمق عبر البوابة الفنزويلية

تتسع مساحة القلق الدولي حيال تنامي الحضور الإيراني في أمريكا الجنوبية، خصوصًا مع تحول فنزويلا إلى نقطة ارتكاز متقدمة يرتبط من خلالها الحرس الثوري وحزب الله بمنطقة لطالما اعتبرت بعيدة عن خرائط نفوذ طهران التقليدية.

ومؤخرًا ظهرت اتهامات أمريكية جديدة أعادت تسليط الضوء على هذا الملف المعقد، إذ تتهم كاراكاس بأنها تسمح بقيام بنية أمنية موازية تؤمن لإيران مجالاً استراتيجيًا للتواجد والتمدد.

تحالفات مصالح تتجاوز العزلة الدولية

وتستفيد إيران من الوضع السياسي الفنزويلي وترسخ شبكة شراكة مع نظام نيكولاس مادورو، الذي يبحث عن حلفاء قادرين على كسر العزلة المفروضة عليه منذ سنوات.
الشراكة الإيرانية الفنزوالية، توسعت من التعاون الاقتصادي والدعم التقني إلى مجالات أمنية حساسة، ما جعل البلدين يلتقيان في معادلة تقوم على تبادل متطلبات البقاء، النفط مقابل التكنولوجيا، والمساندة السياسية مقابل النفوذ الإقليمي.

اتهامات تضع المنطقة على صفيح ساخن

تصريحات مسؤولين أمريكيين، وفي مقدمتهم أعضاء في الكونجرس، تشير إلى أن فنزويلا تحولت إلى نقطة انتشار لعناصر تابعة للحرس الثوري وحزب الله، مع وجود نشاطات يصفها مسؤولون أمريكيون بـ”الملموسة”.

وتعتبر واشنطن هذا الوجود مصدر تهديد مباشر للأمن الإقليمي، نظرًا لقدرة إيران على استخدامه في بناء شبكات لوجستية وتمويلية تسهل حركة الحلفاء والميليشيات المرتبطة بها خارج الشرق الأوسط.

بيئة رخوة تسمح بالتغلغل

الوضع الاقتصادي المتدهور والبنية الأمنية الهشة في فنزويلا يوفران بيئة مواتية لتعميق النفوذ الخارجي.
مراقبون يرون، أن منظومة الدولة أصبحت أكثر ضعفًا، ما يجعلها عرضة للارتهان لقوى خارجية، وفي هذا السياق، يشير هؤلاء إلى أن تقاطع المصالح بين مادورو وطهران يمنح الأخيرة مساحة حركة من دون قيود، سواء في الاقتصاد أو في مجالات اللوجستيات والتعاون الأمني.

أزمة داخلية تتقاطع مع أجندات خارجية

في الوقت الذي تتهم فيه واشنطن كاراكاس بتسهيل أنشطة تهريب المخدرات ونمو شبكات غير قانونية، تتعمق الأزمة الإنسانية داخل فنزويلا مع خروج الملايين نحو الدول المجاورة.
النزوح الكبير، بحسب تقديرات أمريكية، هو نتيجة مباشرة لأداء الحكومة الفنزويلية ولعلاقاتها الواسعة مع شبكات معادية للمصالح الغربية، ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد على الملف.

تحركات أمريكية ورسائل مباشرة

إدارة واشنطن تدرس خطوات للتعامل مع الوضع المستجد، بما في ذلك الدفع بقطع بحرية إلى البحر الكاريبي، في محاولة لفرض توازن ردع يمنع أي تمدد غير مسيطر عليه.
التحركات تمثل رسالة سياسية وأمنية بأن المنطقة لم تعد بعيدة عن صراع النفوذ العالمي، وفي المقابل، يتبنى مادورو خطاب التحدي ويتهم الولايات المتحدة بافتعال أزمات تستهدف استقرار بلاده.

مشهد إقليمي مفتوح على احتمالات عديدة

القضية تتجاوز حدود فنزويلا لتطال أمن أمريكا الجنوبية بأكملها، إذ تنظر أجهزة الأمن الإقليمية بقلق إلى إمكانية تحول البلاد إلى منصة انطلاق لعمليات أو شبكات ترتبط بإيران وحزب الله.

هذا السيناريو يزيد من هشاشة المنطقة ويضعها في مسار مفتوح على صراعات أوسع، خصوصاً مع دخول الولايات المتحدة في نمط جديد من المواجهة السياسية والأمنية مع خصومها التقليديين.