ذات صلة

جمع

الخيار النووي للحرب.. دور قوات اليونيفيل في حال تفعيل إسرائيل لـ “خيار القوة” في لبنان

مع تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية، وارتفاع حدة التهديدات...

تشريع مثير للجدل في إسرائيل.. خطوة جديدة لتمكين المستوطنين من تملك أراضي بالضفة

شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية تطورًا لافتًا بعد مصادقة لجنة...

أساليب تخفي جديدة.. إسرائيل ترصد تطورًا لافتًا في التجسس السيبراني الإيراني

دخلت الحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران مرحلة أكثر تعقيدًا...

نهاية زمن الأوراق.. هل تنجح “الكريدت كارد الرقمية” في الحد من غسيل الأموال بالعراق؟

يشهد العراق في السنوات الأخيرة تحوّلًا ماليًا واسع النطاق...

الخيار النووي للحرب.. دور قوات اليونيفيل في حال تفعيل إسرائيل لـ “خيار القوة” في لبنان

مع تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية، وارتفاع حدة التهديدات المتبادلة، يطفو على السطح سيناريو بالغ الخطورة وهو تفعيل إسرائيل لما تسميه خيار القوة، وهو مسار عسكري شامل قد يتضمن عمليات واسعة، تدميرًا استباقيًا، وربما استخدام أسلحة عالية التدمير في مواجهة حزب الله.

وقالت مصادر: إن هذا السيناريو يضع قوات اليونيفيل أمام اختبار وجودي، ليس فقط على مستوى قدرتها على تنفيذ تفويضها المحدد في القرار 1701، بل أيضًا في قدرتها على حماية عناصرها، والحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار الإقليمي، والقيام بدور الوسيط بين طرفين يقتربان من حافة الحرب الشاملة.

كيف لعبت قوات اليونيفيل دورًا محوريًا؟

وأكدت المصادر، أنه منذ عام 1978، ومرورًا بتعزيز مهامها عقب حرب يوليو 2006، لعبت قوات اليونيفيل دورًا محوريًا في مراقبة وقف الأعمال العدائية جنوب لبنان، لكن التطورات الأخيرة بدءًا من الاشتباكات على الحدود، مرورًا بالطائرات المسيّرة، وصولًا إلى تهديدات إسرائيلية باستخدام قوة ساحقة تطرح سؤالًا جوهريًا: هل تستطيع اليونيفيل الاستمرار في أداء دورها إذا فُعّل الخيار العسكري الإسرائيلي الأقصى؟

ما هو خيار القوة الإسرائيلي؟

وأوضحت المصادر، أن بعض الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل تستخدم مصطلح خيار القوة للإشارة إلى عملية عسكرية واسعة النطاق تتجاوز الردود التكتيكية، وتشمل ضربات مكثفة تستهدف البنية العسكرية لحزب الله و تدمير واسع لمخازن الصواريخ والبُنى التحتية، وربما عمليات برية محدودة أو توغل داخل العمق و استخدام أسلحة عالية القدرة التدميرية وليس بالضرورة نووية بالمعنى التقليدي، بل أسلحة موجهة فائقة القوة ، هذا السيناريو قد يجر المنطقة إلى الحرب الأوسع منذ 2006 وربما أخطر، الأمر الذي يجعل التعامل الدولي معه أكثر تعقيدًا.

كيف يتأثر دور اليونيفيل؟

وكشفت المصادر، أن اليونيفيل تعتمد على نظام مراقبة متقدم يشمل كاميرات، نقاط رصد، ودوريات، وفي حال بدء عملية إسرائيلية واسعة قد تتعطل الأنظمة الإلكترونية، وقد تتعرض مقار اليونيفيل لأضرار نتيجة القصف الجوي، وقد تفقد السيطرة على مناطق الاحتكاك الرئيسية، وهذا يعني عمليًا شلّ قدرتها على مراقبة وقف الأعمال العدائية.

وقالت: إن الحروب الحديثة لا تُفرّق كثيرًا بين الأهداف، خصوصًا حين تكون مناطق العمليات متداخلة، وفي هذا السيناريو قد تجد اليونيفيل نفسها بين خطوط النار قد تضطر إلى إجلاء بعض وحداتها وقد تقدم طلبًا عاجلًا لمجلس الأمن لتعديل نطاق مهامها.

سيناريوهات محتملة لدور اليونيفيل خلال الحرب

وحول السيناريوهات المقبلة لدور اليونيفيل خلال الحرب، قالت المصادر: إن السيناريو الأول هو الانسحاب الجزئي المؤقت وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا في حال بدء عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة ويتضمن سحب الوحدات الأكثر تعرضًا للخطر وتحويل بعض المقرات إلى مواقع لوجستية محمية وتقليص الدوريات وهدف هذا السيناريو هو الحفاظ على سلامة القوات دون إنهاء المهمة كليًا.

والسيناريو الثاني وفق ما طرحته المصادر هو تعديل التفويض عبر مجلس الأمن و في حال توسع الحرب، وقد يطلب مجلس الأمن توسيع المهام لتوفير دعم إنساني للمدنيين و إنشاء ممرات آمنة في الجنوب ومراقبة عمليات وقف إطلاق النار بعد انتهاء الجولة القتالية، لكن من المستبعد سياسيًا وأمنيًا أن يمنح التفويض لليونيفيل صلاحيات قتالية.

أما عن السيناريو الثالث، قالت: إنه الانسحاب الكامل، وإذا استخدمت إسرائيل قوة مفرطة أو انخرط حزب الله في رد شامل قد يشمل إطلاق صواريخ دقيقة على عمق الأراضي المحتلة، فقد تصبح اليونيفيل غير قادرة على أداء مهامها نهائيًا، وعندها قد تتخذ الأمم المتحدة قرارًا بتجميد البعثة أو سحب القوات مؤقتًا لحين انتهاء العمليات. هذا السيناريو يعني فعليًا غياب أي قوة مراقبة دولية، وهو ما يزيد احتمالات توسع الحرب.

ما هي انعكاسات تفكك دور اليونيفيل على الواقع اللبناني؟

وترى المصادر، أن غياب اليونيفيل أو تراجع دورها يعني اختفاء الجهة التي توثق الخروقات وتصدر تقارير محايدة وفقدان قناة اتصال أساسية بين لبنان وإسرائيل وتهديد الاستقرار النسبي في الجنوب واحتمال توسع العمليات إلى مناطق أوسع لبنانيًا وتعرض المدنيين لخطر أكبر بسبب غياب آليات التنسيق ، وانهيار دور البعثة قد يفتح الباب أمام إعادة رسم قواعد الاشتباك، وربما بروز مطالب دولية جديدة تتعلق بالحدود والوجود العسكري في الجنوب.

وأكدت، أن تفعيل إسرائيل لخيار عسكري شامل ضد لبنان لا يهدد الجنوب فقط، بل يفتح الباب لتداعيات إقليمية أوسع، وربما تدخل أطراف دولية وإقليمية أخرى.