ذات صلة

جمع

من الميدان إلى الطاولة.. ما الذي تسعى إليه القاعدة في مالي؟

يشهد المشهد الأمني والسياسي في مالي تحولاً واضحًا مع...

الهدوء الهش.. كيف تستغل إسرائيل فراغ السلطة في دمشق لتمرير أجندتها؟

تحوّلت سوريا في السنوات الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للتجاذبات...

الخيار الأصعب.. هل ستُجبر بغداد على اللجوء إلى القروض المشروطة؟

مع تصاعد الأزمات السياسية بالعراق، وتباطؤ تنفيذ الخطط التنموية،...

الهدوء الهش.. كيف تستغل إسرائيل فراغ السلطة في دمشق لتمرير أجندتها؟

تحوّلت سوريا في السنوات الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للتجاذبات...

من الميدان إلى الطاولة.. ما الذي تسعى إليه القاعدة في مالي؟

يشهد المشهد الأمني والسياسي في مالي تحولاً واضحًا مع بروز خطاب جديد لتنظيم “نصرة الإسلام والمسلمين”، التابع للقاعدة في غرب إفريقيا، يتجاوز حدود البيانات الميدانية التقليدية.

الخطاب، الذي جاء بصيغة سياسية مركزة، يعكس انتقال الجماعة من الحديث عن المواجهات إلى مخاطبة العواصم الإقليمية والدولية، في محاولة لإعادة صياغة دورها داخل ساحة مضطربة تتقاطع فيها أطماع خارجية وصراعات داخلية.

تحول في لغة التنظيم

ولم يعد التنظيم يكتفي بعملياته العسكرية ولا ببياناته المعتادة التي تتمحور حول الهجمات أو التحذيرات الأمنية، بل بات يستخدم لغة تحمل مضامين سياسية واضحة.

والخطاب الأخير للجماعة بدا أقرب إلى وثيقة سياسية شاملة، تتضمن مواقف تجاه الوضع الداخلي في مالي، ورسائل مباشرة إلى قوى خارجية، ما يعكس رغبة متنامية في تقديم نفسه باعتباره طرفاً لا يمكن تجاهله في المعادلة المحلية.

لغة الخطاب بدت أعلى سقفًا وأكثر جرأة، إذ انتقل التنظيم من مهاجمة السلطة في باماكو إلى الدعوة العلنية لتشكيل نظام بديل، مع التركيز على تحميل القوى العسكرية المحلية وشركائها الخارجيين مسؤولية الانتهاكات.

هذا الانتقال يعكس إدراكًا متزايدًا لدى الجماعة بأن الحرب وحدها لم تعد كافية لإعادة رسم مشهد النفوذ، وأن التقدم نحو خطاب سياسي قد يمنحها مساحة أوسع للتأثير.

محاولة تثبيت دور سياسي

السياق الميداني الذي تعيشه مالي خلال الأشهر الأخيرة يمنح هذا التحول مدلولاً إضافيًا، فمع تشديد السلطة العسكرية قبضتها على العاصمة وتوسّع حضور القوات الأجنبية، حاول التنظيم استثمار الاحتقان الشعبي في بعض المناطق ليطرح نفسه بديلاً يمتلك القدرة على مخاطبة الداخل والخارج.

هذا الطرح يعكس رغبة في التحول من مجرد قوة مسلحة إلى كيان يسعى لفرض شرعية سياسية، ولو من بوابة الفوضى الحالية.

البيان الأخير يظهر أيضًا حرص الجماعة على إظهار نفسها كجهة قادرة على ضبط علاقاتها مع الأطراف المختلفة، بما في ذلك القوى التي لا تواجهها بشكل مباشر.

مثل هذه الرسائل تهدف إلى إقناع الأطراف الإقليمية بأنها قادرة على لعب دور في أي تسوية سياسية مستقبلية، وهو تحول لافت على مستوى الخطاب.

توظيف الساحة الدولية


لا يقف التحول عند حدود الداخل المالي، بل يمتد إلى رسائل موجهة إلى الدول المنخرطة في الملف,، فالتنظيم يسعى لتصوير نفسه كطرف قادر على التأثير في مجريات الأحداث، وأنه يمتلك من القوة ما يكفي لتوجيه خطاب سياسي إلى قوى إقليمية.

هذه الرسائل تعكس رغبة في الدخول ضمن لعبة النفوذ الإقليمي ومحاولة الضغط من موقع جديد يزاوج بين القوة العسكرية والخطاب السياسي.