ذات صلة

جمع

الهدوء الهش.. كيف تستغل إسرائيل فراغ السلطة في دمشق لتمرير أجندتها؟

تحوّلت سوريا في السنوات الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للتجاذبات...

المعركة المفقودة.. هل بدأت القبائل المحلية تشكيل فصائل مسلحة لمواجهة توسع القاعدة باليمن؟

برزت مؤخرًا إشارات متزايدة إلى تحركات قبلية لتشكيل فصائل محلية مسلحة بهدف مواجهة تمدد تنظيم القاعدة الإرهابي في مناطق النفوذ القبلي.

إعادة انتشار “تنظيم القاعدة” وأثرها على الأمن القبلي

وقالت مصادر: إنه منذ تراجع سيطرة تنظيم القاعدة في المكلا عام 2016، أعاد التنظيم ترتيب صفوفه مستغلًا البيئة القبلية المفتوحة في محافظات مثل: أبين، شبوة، البيضاء، ومأرب.

حيث يعتمد التنظيم على استراتيجية الانتشار الخفيف عبر خلايا صغيرة تتحرك في المناطق الوعرة بعيدًا عن المدن؛ مما يسمح له بتوجيه ضربات مباغتة ضد القوات المحلية أو الخصوم القبليين.

وأوضحت المصادر، أن هذا الواقع خلق حالة من القلق داخل الوسط القبلي، خاصة مع تعرض مناطق رعي وممرات تجارية لعمليات ابتزاز أو تفخيخ أو استهداف مباشر لأعيان القبائل.

ما هي دوافع تشكيل فصائل قبلية مسلحة لمواجهة “القاعدة”؟

وأشارت المصادر، أن هناك عدة دوافع رئيسية تقف وراء عودة الحديث عن تشكيل فصائل قبلية مسلحة ضد القاعدة منها تزايد الهجمات ضد شيوخ القبائل، ففي الفترة الأخيرة، شهدت بعض المحافظات اغتيالات ومحاولات استهداف لشخصيات قبلية بارزة، اعتبرتها القبائل تهديدًا مباشرًا لهيبتها وكيانها الاجتماعي.

وضمن الدوافع -وفق ما طرحته المصادر- هو عجز بعض القوى الأمنية عن تغطية كل المناطق، فالقاعدة تتحرك في مناطق جغرافية شاسعة تتطلب قدرات استخبارية وميدانية كبيرة يصعب توفيرها لكل المحافظات بشكل متزامن.

كما أكدت المصادر، أن تجربة الحزام الأمني والنخبة حققت نتائج مهمة في مكافحة الإرهاب، ما جعل القبائل تفكر بتكرار النموذج بشكل مستقل أو شبه مستقل، خصوصًا في المناطق البعيدة عن مراكز القرار.

دوافع المقاومة القبلية الاقتصادية وتطورها إلى تشكيلات مسلحة

وقالت مصادر: إن رجال القبائل يعتمدون على طرق التجارة، الصيد، الرعي، وأي تهديد لهذه الأنشطة يُعد تهديدًا مباشرًا لأمنهم الاقتصادي، ما يدفعهم للدفاع الذاتي.

وتؤكد المصادر، أن اللجان غير نظامية، تعمل داخل القرى والجبال القريبة منها، وهدفها مراقبة الحركة وصد محاولات التسلل. تعتبر الخطوة الأولى التي عادةً ما تتحول لاحقًا إلى فصيل مسلح منسق.

وكشفت، أن بعض القبائل بدأت بتجميع شبانها تحت قيادة موحدة، مع توفير تدريب أولي وتجهيزات خفيفة. هذه التشكيلات هي الأكثر قربًا لفكرة المقاومة القبلية ضد الإرهاب.

عوامل نجاح الفصائل القبلية

وأوضحت المصادر، أن عوامل نجاح الفصائل القبلية في مواجهة القاعدة هي المعرفة الدقيقة بالجغرافيا، فالقبائل تعرف المسارات، الوديان، مداخل الجبال، وهذا يمنحها ميزة تكتيكية كبيرة.

أم الدافع الاجتماعي القوي وفق ما قالته المصادر هو حماية الأرض والقبيلة دافع أقوى من دافع الجندي المرتبط بالأوامر، كما أن القدرة على تعبئة مقاتلين بسرعة من خلالها تستطيع جمع عشرات المقاتلين خلال ساعات، عند الحاجة.

عوامل الفشل في مواجهة التنظيم

وحول عوامل الفشل أو التعثر، قالت المصادر: هو اختراق التنظيم للعلاقات القبلية، حيث أن لتظيم القاعدة تاريخ طويل في عقد تحالفات أو تقديم أموال ووساطات لاختراق بعض القبائل ومعظم المقاتلين هم أفراد قبائل، وليس لديهم خبرة كبيرة في مواجهة خلايا إرهابية محترفة وتنافس النفوذ قد يمنع تشكيل جبهة موحدة أو يخلق صراعًا جانبيًا تستفيد منه القاعدة، كما أن الفصائل القبلية لا تمتلك ذخيرة أو معدات كافية لخوض حرب استنزاف طويلة.

الحل الوطني والقوة القبلية

واختتمت المصادر، أن القوى المحلية باتت أكثر اقتناعًا بأن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تتم فقط عبر القوة العسكرية النظامية، ومن هنا برزت فكرة دمج الفصائل القبلية ضمن استراتيجية وطنية أوسع، على غرار النموذج الذي ظهر في العراق خلال الصحوات، ورغم التحركات القبلية المتزايدة، فإن المعركة ما تزال مفتوحة وذات تعقيدات متعددة، فالقبائل تملك القدرة على إزعاج التنظيم وكسر تمدده، لكنها لا تملك وحدها القدرة على القضاء عليه.

spot_img