ذات صلة

جمع

تحرك أمني سوري واسع يكشف خيوط شبكات “إرهابية” تمتد خارج الحدود

تعيش الساحة السورية حالة استنفار أمني متصاعد مع بروز...

بعد فقدان الثقة.. من هي الشخصيات البديلة المحتملة لقيادة مكتب الرئاسة الأوكرانية؟

منذ بداية مسيرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السياسية، كان...

تكساس توسع قوائم الإرهاب بضم الإخوان وحركة إضافية

في خطوة تحمل أبعادًا سياسية وأمنية عميقة، أعلنت ولاية...

ضغوط متزايدة تربك الوساطة.. إلغاء لقاء ويتكوف والحية يعيد ملف غزة إلى المربع المعقد

أعادت التطورات المفاجئة حول إلغاء اللقاء الذي كان من المقرر أن يجمع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مع القيادي في حركة حماس خليل الحية حالة التوتر إلى مسار الوساطة الأميركية بشأن مستقبل غزة، بعدما أكدت صحيفة إسرائيل هيوم أن القرار جاء نتيجة ضغوط وانتقادات متصاعدة داخل إسرائيل، في وقت تحاول فيه واشنطن دفع العملية التفاوضية نحو مرحلة أكثر حساسية.

رفض إسرائيلي يعرقل الاتصالات

وقد كانت إسطنبول ستشهد اجتماعاً مهماً بين ويتكوف والحية، يُنظر إليه كجزء من التواصل الأميركي غير المباشر الذي تراهن عليه إدارة ترامب لإحراز تقدم في ملف “اليوم التالي” في غزة.

لكن مصادر إسرائيلية اعتبرت أن عقد اللقاء في هذا التوقيت يشكل “اعترافاً غير مباشر” بمكانة حماس السياسية، وهو ما قد ينعكس سلباً على قدرة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية من التفاهمات المتعلقة بوقف النار.

وهذا الموقف خلق موجة من الاعتراضات داخل أروقة صنع القرار في تل أبيب، ما دفع الجانب الأميركي إلى التراجع عن عقد الاجتماع، رغم أهميته في استكمال هندسة المرحلة الجديدة التي يروج لها البيت الأبيض.

مسار تفاوضي متشابك ووجود أميركي متزايد

اللقاء الملغى لم يكن الأول بين ويتكوف والحية، إذ سبق أن اجتمعا في أكتوبر الماضي في شرم الشيخ، قبيل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر حتى اليوم رغم بعض الخروقات.
ذلك الاجتماع، الذي حضره جاريد كوشنر أيضاً، شكّل حينها لحظة مفصلية نجحت خلالها واشنطن في تثبيت معادلة ميدانية جديدة خففت وتيرة التصعيد.

لكن الظروف الحالية تختلف جذرياً، فإسرائيل تواجه ضغوطاً سياسية داخلية ترفض أي صيغة تحمل اعترافاً بحماس، بينما تعمل إدارة ترامب على إغلاق ملف المقاتلين العالقين في رفح والانتقال إلى مرحلة أكثر تعقيداً تتضمن ترتيبات الحوكمة والأمن في القطاع.

معركة “اليوم التالي” تعيد رسم الحسابات

وقد كان أحد أهداف اللقاء في إسطنبول مناقشة مستقبل غزة بعد وقف الحرب، وهي مرحلة لا تزال تفاصيلها غامضة رغم المساعي الأميركية لبلورتها.
وتدرك واشنطن أن ملف “اليوم التالي” لا يمكن حسمه بمعزل عن حماس، خصوصاً في ظل بقاء الحركة قوة فاعلة ميدانياً وسياسياً داخل القطاع.
غير أن هذه الرؤية تصطدم برفض إسرائيلي واسع، حيث ترى تل أبيب أن أي انخراط أميركي مباشر مع الحركة يضعف موقفها التفاوضي ويعقد جهودها لإعادة ترتيب الوضع الأمني في غزة.

الرفض يفسر حجم الضغط الذي أدى إلى إلغاء اللقاء، في مؤشر يكشف هشاشة التوازن بين احتياجات الوساطة الأميركية وحسابات إسرائيل السياسية.

اتفاق هش وتوازنات دقيقة

ويستمر اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 10 أكتوبر بين إسرائيل وحماس بالصمود رغم بعض الأحداث الميدانية، ويعد هذا الاتفاق الركيزة الأساسية لأي مسار سياسي مقبل.

لكن إلغاء اللقاء الأخير يسلط الضوء على حجم التحديات التي تواجه الجهود الأميركية، خصوصاً مع دخول الملف مرحلة حساسة تتطلب تواصلاً مباشراً مع مختلف الأطراف، مقابل معارضة إسرائيلية متصاعدة.

وبينما تسعى إدارة ترامب للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق التي تشمل ترتيبات معقدة حول الأمن وإعادة الإعمار والحوكمة، تبدو الساحة السياسية في إسرائيل غير مهيأة لتقبل أي تقارب سياسي بين واشنطن وحماس، ما يفتح الباب أمام احتمالات جديدة قد تؤخر التقدم المنتظر.

إلغاء لقاء إسطنبول لا يعني توقف الوساطة، لكنه يشير إلى أن الطريق أمام أي تقدم سيكون مليئاً بالعقبات والاشتباكات السياسية.

الولايات المتحدة ترى أن التواصل مع حماس ضرورة لا يمكن تجاوزها، بينما تصر إسرائيل على وضع حدود صارمة لأي اعتراف أو انخراط سياسي مع الحركة.