شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في الجدل والانتقادات الموجَّهة إلى تنظيم الإخوان المسلمين بسبب تعامله مع المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية.
وقالت مصادر إن هذا التعامل، الذي يُعد استغلالًا سياسيًا واضحًا، لم يقتصر تأثيره على فقدان الثقة، بل أدى إلى تدمير مصداقية التنظيم وتعرية شعاراته أمام الرأي العام، ولم تعد الإغاثة مجرد عمل خيري، بل أصبحت ميدانًا للصراع كشف عن الأولويات الحقيقية للتنظيم، حيث تم توظيف المساعدات لخدمة أجندات سياسية ضيقة.
كيف تم تحويل المساعدات إلى أداة تمويل وتجنيد؟
وأوضحت المصادر أنه لطالما اعتمد الإخوان المسلمون على العمل الخيري والإغاثي كواجهة أساسية لاختراق المجتمعات وبناء قاعدة شعبية، لكن مع انكشاف الممارسات، تبيّن أن هذا العمل لم يكن خالصًا لوجه الله، بل كان يخدم أهدافًا سياسية وتنظيمية.
كما قالت إن التنظيم استغل الحاجة الإنسانية في المناطق المتضررة لتقديم المساعدات المشروطة أو الموجَّهة بشكل انتقائي، وهذا التكتيك سمح لهم بتجنيد مؤيدين جدد وبناء ولاءات في بيئات الفقر والضعف، مما عزز نفوذهم السياسي على حساب السلطات الشرعية.
وأوضحت المصادر أن غياب الشفافية في إدارة الأموال والمواد الإغاثية، وعدم خضوعها لرقابة جهات دولية أو حكومية محايدة، أثار الشكوك حول كيفية توجيه هذه الموارد، مما عزز الاتهامات بالاستغلال المالي.
المصداقية المدمّرة
وقالت المصادر إن مصداقية الإخوان المسلمين ترتكز بشكل كبير على شعاراتهم الأخلاقية والدينية التي تَعِد بالخدمة الشاملة للناس، ولكن عندما ارتبطت الإغاثة بالمصلحة التنظيمية، سقطت هذه الشعارات.
وأشارت إلى أنه تم رصد حالات توجيه المساعدات بشكل انتقائي لأتباع التنظيم أو للمناطق التي تخدم مصالحه السياسية، وهذا التمييز أثبت أن الأولوية ليست للحاجة الإنسانية المجرّدة، بل للولاء التنظيمي.
وأكدت أنه في فترات الأزمات والكوارث، بدلًا من التنسيق مع الحكومات أو الهيئات الدولية لتعظيم الأثر، حاول التنظيم العمل بشكل منفرد وموازٍ لإظهار قدرته على “الإنقاذ”، بهدف إظهار عجز الدولة وكسب نقاط سياسية سريعة. هذا التنافس أضرّ بكفاءة توزيع المساعدات، بل بات واضحًا أن مصلحة بقاء وتمدد التنظيم كانت تُقدَّم على مصلحة المستفيدين الحقيقية.
غضب شعبي وانتقادات
واختتمت المصادر بأن بعض الدول التي ينشط فيها الإخوان سجلت انشقاقات واعتراضات داخلية على سياسات الإغاثة والتمويل، كما أصبح المجتمع الدولي أكثر حذرًا في التعامل مع جهات غير حكومية غير شفافة في توزيع المساعدات.

